البحث
المصطلح (مفتاح الحصن)
مفتاح كل دين هو اسمه أو المصطلح الذي يدل عليه. والاسم الذي يطلق على الدين الذي ارتضاه الله للبشرية هو الإسلام، كما قال الله عز وجل "ورضيت لكم الإسلام دينا"
ما هو المغزى وراء استخدم هذا المصطلح؟
أول ما نلاحظ أن الأديان في معظمها تنسب إلى شخص معين يكون مؤسسًا له، أو بقعة جغرافية معينة خرج منها، أو مجموعة معينة من البشر ظهر فيهم. فاليهودية نسبة إلى يهودا، ويهودا هو أحد أسباط بني إسرائيل، والمسيحية نسبة إلى المسيح عليه السلام، والمصطلح الآخر لنفس الدين "النصرانية" نسبة إلى بلدة الناصرة التي نشأ عليها المسيح عليه السلام أو حواريي عيسى عليه السلام الذين قالوا إنا نصارى، والهندوسية أيضًا تشير إلى نهر في الشمال الغربي للهند، والبوذية نسبة إلى بوذا، والكونفوشيوسية نسبة إلى كونفوشيوس. بل إن الأمر يتعلق بكثير من النظريات الوضعية فهناك الداروينية نسبة إلى داروين والماركسية نسبة إلى كارل ماركس وهكذا.
فغالب المعتقدات والأفكار إنما تنسب في العادة إلى المؤسس الذي أسس هذا المعتقد، ولكن عندما نرجع إلى الإسلام نجد أنه ليس منسوبا إلى شخص النبي ولا إلى البلد التي خرج منها ولا إلى القوم الذين ظهر فيهم. وفهم بعض المستشرقين هذا التميز للمصطلح، وحاولوا أن يسلبوا الإسلام من هذه الخصيصة، فسموا الإسلام "المحمدية" أو "دين العرب" أو "دين شبه الجزيرة العربية" وسموا المسلمين "المحمديون". وهذه المحاولات من هؤلاء المستشرقين لجعل الإسلام على نفس قانون الأديان الأخرى وهي أن تنسب إلى بلد معين أو إلى شخص معين أو إلى مجموعة معينة من الناس، وبذلك يتجرد من صلاحيته واتساعه للعالمين قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبعده.
وكلمة الإسلام تعني الخضوع والاستسلام لله عز وجل على أنه الخالق الرب الإله المستحق وحده للعبادة وهذه التسمية تشير أيضا إلى بعض المعاني الأخرى التي بمجموعها يتحقق ويتضح معنى الإسلام وجوهر دين الإسلام وطبيعة العلاقة بين الله عز وجل وبين المسلم أو الذي يدعي بأنه مسلم، ومن ضمن هذه المعاني معنى "الطاعة" فالخضوع الصادق يقتضي الطاعة، والمسلم يطيع ربه عز وجل في الامتثال لشرائع وشعائر الإسلام المختلفة. فهذا المصطلح المميز هو المفتاح الذي ندخل منه إلى بناء الإسلام وحصنه المنيع.