1. المقالات
  2. مقالات و خواطر
  3. الدلائل العشرة على عِظم قدر المصطفى (الجزء الأول )

الدلائل العشرة على عِظم قدر المصطفى (الجزء الأول )

تحت قسم : مقالات و خواطر
673 2020/12/03 2024/03/29

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلـٰه إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون).

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما).


أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله أكرم هذه الأمة باختيار خير خلقه ليكون نبيا لها ورسولا، وهو محمد (صلى الله عليه وسلم)، فكان بحق خير الناس خُلُقا وعِلما وعملا، ولهذا فإنه أثَّــــر في الدنيا بأسرها، في جنها وإنسها وحتى بهائمها، فهو بحق رجل عظيم لم يأتِ الزمان بمثله مطلقا، وليست جوانب عظمة النبي (صلى الله عليه وسلم) محصورة بجوانب معينة، بل هي عامة لجميع الجوانب، والأدلة على عِـظَم قدره تزيد على الـمِـئـة دليل، كل دليل مختلف عن الآخر، فمنها:


1. اصطفاء الله له واختياره له من بين سائر الناس ليقوم بأعباء الرسالة، قال الله تعالى لنبيه محمدا ) ﷺ وأرسلناك للناس رسولا(.


2. ومن دلائل عِظَمِ قدره ﷺ أن الله تعالى جمع له بين النبوة والرسالة.


3. ومن دلائل عظم قدره ﷺ أنه من أولي العزم من الرسل، وأولوا العزم من الرسل خمسة؛ نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، عليهم الصلاة والسلام.


4. ومن دلائل عظم قدره ﷺ ما اختصه الله به من الآيات الكثيرة الدالة على نبوته، وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في آخر كتابه «إغاثة اللهفان»  أنها تزيد على الألف، وهذا من رحـمة الله بعباده، ليكون ذلك أدعى للاقتناع والإيمان بنبوته ﷺ ، وقاطعًا لحجة من خالفه.


5. ومن دلائل عظم قدره ﷺ أن الله اختصه بآية خالدة مستمرة من حين بُعِث إلى يوم القيامة، وهي القرآن الكريم، فإن آيات الأنبياء قاطبة قد انقضت بموتهم، أما القرآن فمعجزة خالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: ما مِن الأنبياء من نبي إلا قد أُعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أُوتيت وحيا أوحى الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة. 


6. ومن دلائل عظم قدره ﷺ أن الله أنزل عليه أحسن شرائعه، وجعلها مشتملة على ما اشتملت عليه جميع الكتب السماوية من الشرائع الحسنة وزيادة.


7. ومن دلائل عظم قدره ﷺ أن الله أوحى إليه بالسُّنة، وهي المتضمنة لتفاصيل الشريعة.


8. ومن دلائل عظم قدره ﷺ أن الله أرسله للناس كافة، إنـــسُــــهم وجِـــــنُّــــهم، بينما أرسل غيره من إخوانه الأنبياء إلى أقوامهم خاصة، قال تعالى ﴿وأرسلناك للناس كافة﴾، وقال تعالى ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾، وقال تعالى عن استجابة الجن لدعوة النبي ﷺ )وإذا صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قُضِي ولوا إلى قومهم منذرين( إلى قوله )يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم(.

وداعي الله المذكور في الآية هو النبي محمد ﷺ ، فهو الذي سمعوه يقرأ القرآن.
وقال ﷺ : كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود. 
أراد بالأسود والأحمر جميع العالم.


9. ومن دلائل عظم قدره ﷺ أن الله تعالى ختم به النبوات والرسالات، ولهذا سمي بخاتم النبيين، قال الله تعالى )ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين( .

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال: قال النبي ﷺ :

إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجلٍ بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لَــــــبِـــــنَــــةٍ من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويَعجبون له ويقولون: هلا وُضِعت هذه اللـبِــنَــة؟

قال: فأنا اللَّــــــبِـــــنة، وأنا خاتم النبيين. 


10. ومن دلائل عظم قدره ﷺ أنّ الله رفع ذِكره رَفعا عظيما، كما قال تعالى ﴿ورفعنا لك ذكرك﴾ ، فجعل اسمه جزءا من شهادة التوحيد، «أشهد أن لا إلـٰه إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله»، ولا يذكر الله تعالى إلا وذكر معه النبي ، في الأذان والإقامة والخطب وفي الصلاة – في التشهد والتحيات - وكثير من الأذكار والأدعية، فذِكر النبي يُدوِّي في كل مكان من الأرض، وليس بشر في الدنيا يُذكر ويُـثنى عليه كما يذكر النبي  ويُثنى عليه، كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:


ألم تر أن الله أخلد ذِكره إذا قال في الخمس المؤذن أشهد
وشقَّ له من اسمه ليجله فذو العرش محمودٌ وهذا محمد
أيها المسلمون، هذه عشرة دلائل على عِظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم، وهي كثيرة، تزيد على المِئةكما قدمنا.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.



المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day