البحث
الدلائل العشرة على عِظم قدر المصطفى ( الجزء الثاني )
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:
فإن من أفحش القول وأقبحه؛ التعدي على جناب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بشتمه، أو الطعن في عرضه، مِـمَّـن أوضح القرآن بغضهم للإسلام وأهله، فمثل هؤلاء ينطبق عليهم قول الله تعالى (إن شانئك هو الأبتر)، أي إن مبغضك ومبغض ما جئت به من الهدى والنور، هو المنقطع أثره، المقطوع من كل خير.
وإن من مكر الله بهؤلاء الذين يمكرون بالإسلام أنهم كلما تهجموا عليه زاد إقبال أقوامهم على الإسلام، ليعرفوا الحقيقة من مصادرها، وزاد نشاط المسلمين عندهم في بلادهم في الدعوة إلى الإسلام، وصدق الله إذ يقول (ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون).
ومع هذا فينبغي أن يفطَنَ المسلمون إلى أن الكفار يريدون استدراج المسلمين وإثارتهم لأن يستعملوا العنف والطيش والعنجَهية والتخريب، حتى إذا وقعوا في ذلك قالوا لأقوامهم (انظروا إلى الإسلام وأهله ماذا يفعلون)، ثم نشروا مظاهر تخريبهم في إعلامهم ليصدوا الناس عن سبيل الله، فالحذر الحذر، فلا ينبغي أن يتصدر خفاف العقول في الفتن، بل الواجب هو الصبر وضبط النفس، ورد الأمر إلى أهل العلم والخبرة، واستثمار الحدث في الدعوة إلى الله ورد الشبهات المثارة، ليُفَوِّتوا على أعدائهم فرصة الكيد بهم، وتتحول المحنة إلى منحة بإذن الله، قال الله تعالى (ولا يستخفنك الذين لا يوقنون).
ثم اعلموا رحمكم الله أن الله سبحانه وتعالى أمركم بأمر عظيم فقال (إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسليما)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلِق آدم عليه السلام، وفيه قُبِــــض، وفيه النفخة ، وفيه الصَّعقة ، فأكثروا عليَّ من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة علي) ، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض عن أصحابه الخلفاء، وارض عن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعلهم هداة مهتدين.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بشر فاشغَله في نفسه، ورد كيده في نحره.
اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا، والزلازل والمحن وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم كتابك، وإعزاز دينك، واجعلهم رحمة على رعاياهم.
اللهم ارفع عنا الوباء إنا مسلمون، اللهم ارفع عنا الوباء إنا مسلمون، اللهم ارفع عنا الوباء إنا مسلمون.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
أعد الخطبة: ماجد بن سليمان الرسي، في الثالث عشر من شهر ربيع الأول لعام 1442، في مدينة الجبيل، في المملكة العربية السعودية