1. المقالات
  2. مقالات و خواطر
  3. النهي عن الفساد في الأرض - الجزء الثاني

النهي عن الفساد في الأرض - الجزء الثاني

تحت قسم : مقالات و خواطر
887 2020/12/17 2024/11/15

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد، فقد استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا ليجمع الزكاة من بني سُليم يُدْعَى ابْنَ اللُّتْبِيَّة، فَجاءَ حِينَ فَرَغَ مِن عَمَلِهِ فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هذا لَكُمْ وهذا أُهْدِيَ لِي.

فقالَ له: أفَلا قَعَدْتَ في بَيْتِ أبِيكَ وأُمِّكَ، فَنَظَرْتَ أيُهْدَى لكَ أمْ لا؟

ثُمَّ قامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلاةِ، فَتَشَهَّدَ وأَثْنَى علَى اللَّهِ بما هو أهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فَما بالُ العامِلِ نَسْتَعْمِلُهُ، فَيَأْتِينا فيَقولُ: (هذا مِن عَمَلِكُمْ، وهذا أُهْدِيَ لِي)، أفَلا قَعَدَ في بَيْتِ أبِيهِ وأُمِّهِ فَنَظَرَ هلْ يُهْدَى له أمْ لا، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَغُلُّ أحَدُكُمْ مِنْها شيئًا إلَّا جاءَ به يَومَ القِيامَةِ يَحْمِلُهُ علَى عُنُقِهِ، إنْ كانَ بَعِيرًا جاءَ به له رُغاءٌ[3]، فقَدْ بَلَّغْتُ.

فقالَ أبو حُمَيْدٍ: ثُمَّ رَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَهُ، حتَّى إنَّا لَنَنْظُرُ إلى عُفْرَةِ إبْطَيْه[5]

هذا وصلوا رحمكم الله على خير البرية، وأزكى البشرية، محمدِ بنِ عبدِ اللهِ، صاحبِ الحوضِ والشفاعةِ، فقد أمَرَكُم اللهُ بذلك حيث قال عز من قائل عليما (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللهم صلِّ وسلِّم وزد وبارِكْ على عبدك ورسولك محمد، صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر صحابة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وعن التابعين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وكرمك وإحسانك، يا أرحم الراحمين.

اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واخذل الشرك والمشركين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادَك المؤمنين.

اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقضِ الدَّيْنَ عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا ربَّ العالمين.

اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم كتابك، وإعزاز دينك، واجعلهم رحمة على رعاياهم.

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار)

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليما كثيرا.

 

أعد الخطبة: ماجد بن سليمان الرسي، في السادس والعشرين من شهر ربيع الثاني لعام 1442، في مدينة الجبيل، في المملكة العربية السعودية


المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day