البحث
البحث عن طبيب
البحث عن طبيب
قال أبو محمد:
من تقدم كانوا يطوفون الشرق والغرب في طلب الأولياء والصالحين، الذين هم أطباء القلوب والدين، فإذا حصل لهم واحد منهم طلبوا منه دواء لأديانهم.
وأنتم اليوم أبغض [الناس] إليكم الفقهاء والعلماء والأولياء، الذين هم المؤدبون والمعلمون.
فلا جرم لا يقع بأيديكم الدواء.
خذ مني دواء لمرض دينك واستعمله، وقد جاءتك العافية [160]
فكر ثم تكلم
قال أبو محمد:
يا قوم! اشتغلوا بذكر الله عز وجل.
تكلموا بما ينفعكم، واسكتوا عما يضركم.
إن أردت أن تتكلم ففكر فيما تريد أن تتكلم به، وحصل فيه النية الصالحة، ثم تكلم.
ولهذا قيل:
لسان الجاهل أمام قلبه.
ولسان العاقل العالم وراء قلبه. [172]
الكسب صنعة الأنبياء
قال أبو محمد:
يا طالب الدنيا بنفاقه، افتح يدك، فما ترى فيها شيئاً.
ويلك! زهدت في الكسب، وقعدت تأكل أموال الناس بدينك.
الكسب صنعة الأنبياء جميعهم، ما منهم إلا من كان له صنعة. [187]
العجب بالعمل
قال أبو محمد:
يا معجبين بأعمالهم، ما أجهلكم!
لولا توفيقه ما صليتم ولا صمتم ولا صبرتم.
أنتم في مقام الشرك لا في مقام العجب.
أكثر العباد معجبون بعبادتهم وأعمالهم، طالبون للحمد والثناء من الخلق راغبون في إقبال الدنيا وأربابها عليهم. وسبب ذلك وقوفهم مع نفوسهم وأهوائهم.
[179]
بيت الحق عز وجل
قال أبو محمد:
فرغ قلبك الذي هو بيت الحق عز وجل.
لا تدع فيه غيره.
إذا كانت الملائكة - عليهم السلام - لا تدخل بيتاً فيه صورة، فكيف يدخل الحق عز وجل إلا قلبك وفيه صور وأصنام؟
كل ما سواه صنم
فكسر الأصنام وطهر هذا البيت. [181]
شكر النعم
قال أبو محمد:
يا مُنْعَماً عليه! اشكر النعم، وإلا سلبت من يدك.
قضَّ جناح النعم بالشكر، وإلا طارت من عندك.
يا قوم! اشكروا الله عز وجل على نعمه، وانظروها منه، فإنه قال:
{وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍۢ فَمِنَ ٱللَّهِ ۖ } [النحل: 53]
أين الشكر منكم يا متقلبين في نعمه؟ يا من يرى نعمه من غيره.
تارة ترون نعمه من غيره.
وتارة تستقلونها وتنتظرون ما ليس عندكم.
وتار تستعينون بها على معاصيه. [187، 13]
زمام يشدك
قال أبو محمد:
أنت عبد من زمامك بيده.
- إن كان زمامك بيد الدنيا فأنت عبد لها.
- وإن كان زمامك بيد الأخرى فأنت عبد لها.
- وإن كان زمامك بيد الحق عز وجل فأنت عبد له.
- وإن كان زمامك بيد نفسك فأنت عبد نفسك.
- وإن كان زمامك بيد هواك فأنت عبد هواك.
- وإن كان زمامك بيد الخلق فأنت عبد الخلق.
فانظر إلى من تسلم زمامك؟[188]
أعط السبب حقه
قال أبو محمد:
اشتر [الآلة] والزنبيل، واقعد على باب العمل. فإن قُدِّرَ عملك فسوف تعمل.
أعط السبب حقه.
وتوكل واقعد على باب العمل.
فإن أخذوا [العيال] ولم يأخذوك، فلا تبرح من مكانك، حتى تيأس من أحد يدعوك إلى عمله.
فحينئذ ألق نفسك في بحر التوكل، فتجمع بين السبب والمسبب. [211]