1. المقالات
  2. مَوَاعِظُ الشيخ عَبْدالقَادِر الجيلاني
  3. رأس مال وربح

رأس مال وربح

الكاتب : صالح أحمد الشامي

رأس مال وربح

قال أبو محمد:

اجعل آخرتك رأس مالك، ودنياك ربحه.

واصرف زمانك أولاً في تحصيل آخرتك، ثم إن فضل من زمانك شيء، اصرفه في دنياك وفي طلب معاشك.

ولا تجعل دنياك رأس مالك وآخرتك ربحه، فإن فضل من الزمان فضلة صرفتها في آخرتك، تقضي فيها الصلوات تسبكها سبيكة واحدة ساقطة الأركان من غير ركوع وسجود. .  [63]

كن بواب قلبك

قال أبو محمد:

أخرج من نفسك وتنحَّ عنها، وانعزل عن ملكك، وسلم الكل إلى الله.

فكن بوابه على قلبك، وامتثل أمره في إدخال من يأمرك بإدخاله، وانتهِ بنهيه في صد من يأمرك بصده.

فلا تدخل الهوى قلبك بعد أن أُخرج منه.

فأخرج الهوى من القلب بمخالفته، وترك متابعته في الأحوال كلها.

فلا ترد إرادة غير إرادته تعالى، وغير ذلك منك تمن وهو وادي  الحمقى.[16]

اتق الشرك

قال أبو محمد:

قال الله تعالى:

{إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِۦ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُ ۚ } [النساء: 116]

.اتق الشرك جداً ولا تقربه.

واجتنبه في حركاتكك وسكناتك، وليلك ونهارك، في خلوتك وجلوتك.

واحذر المعصية في الجملة، في الجوارح والقلب، واترك الإثم ما ظهر منه وما بطن.

لا تهرب منه - عز وجل - فيدركك.

ولا تنازعه في قضائه فيقصمك.

ولا تتهمه في حكمه فيخذلك.

ولا تغفل عنه فينبهك ويبتليك.

ولا تحدث في داره حادثة فيهلكك.

ولا تقل في دينه بهواك فيرديك ويُظلم قلبك، ويسلب إيمانك ومعرفتك، ويسلط عليك شيطانك ونفسك وهواك وشهواتك.  [42]

الحب والبغض في الله

قال أبو محمد:

إذا وجدت بقلبك بغض شخص أو حبه، فاعرض أعماله على الكتاب والسنة، فإن كانت فيهما مبغوضة [وأنت تبغضه] فأبشر بموافقتك الله عز وجل ورسوله.

وإن كانت أعماله فيهما محبوبة، وأنت تبغضه فاعلم بأنك صاحب هوى، تبغضه بهواك ظالماً له ببغضك إياه، وعاصٍ لله عز وجل ولرسوله، مخالف لهما.

فتب إلى الله عز وجل من بعضك، واسأله عز وجل محبة ذلك الشخص وغيره من أحبائه وأوليائه وأصفيائه والصالحين من عباده، لتكون موافقاً له عز وجل.

وكذلك افعل بمن تحبه.

يعني: أعرض أعماله على الكتاب والسنة، فإن كانت محبوبة فيهما فأحبه، وإن كانت مبغوضة فأبغضه، كيلا تحبه بهواك وتبغضه بهواك، وقد أمرت بمخالفة هواك.

قال عز وجل:

{وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ } [ص: 26] [55]

تقييد النعم بالشكر

قال أبو محمد:

ينبغي للعبد المنعَم عليه أن لا يأمن مكر الله عز وجل، فيغتر بالنعمة، ويقطع بدوامها، ويغفل عن شكرها، ويرخي قيدها بتركه لشكرها.

فشكر نعمة المال: الاعتراف بها للمنعم المتفضل وهو الله عز وجل، والتحدث بها لنفسه في سائر الأحوال، ورؤية فضله ومنته عز وجل.

وأن لا يتملك عليه (1) ولا يتجاوز حده فيه، ولا يترك أمره فيه.

ثم بأداء حقوقه من الزكاة والكفارة والنذر والصدقة، وإغاثة الملهوف، وتفقد أرباب الحاجات وأهلها في الشدائد، عند تقلب الأحوال.

وشكر نعمة العافية في الجوارح والأعضاء: في الاستعانة بها على الطاعات، والكف عن المحرمات والسيئات، والمعاصي والآثام.

فذلك قيد النعم عن الرحلة والذهاب.

فإن لم يفعل ذلك، واغتر بما ظهر من زينة الدنيا، وبما ذاق من لذاتها، واطمأن إلى بريق سرابها، وما لاح من برقها. . وغفل عن حيَّاتها وعقاربها، وعمي عن سمومها القاتلة المودعة في أعماقها. . فليتهيأ للردى، وليستبشر بالعطب والفقر العاجل. [76- 77]

المراجع

  1. كنز العمال (28850).
  2. أي لا يرى نفسه مالكاً له، بل وكيلاً عليه.
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day