البحث
حفظ الباطن
حفظ الباطن
قال أبو محمد:
لا تقنع من أحوالهم بالاسم، والتزيي يزيهم، والتشدق بكلامهم.
لا ينفعك ذلك مع مخالفتك لأفعالهم.
أنت كدر بلا صفاء.
دنيا بلا آخرة.
باطل بلا حقيقة.
ظاهر بلا باطن.
قول بلا عمل.
عمل بلا إخلاص.
إن الله عز وجل لا يقبل قولاً بلا عمل، ولا عملاً بلا إخلاص، ولا يقبل شيئاً من الجملة غير موافق لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
إن حصل لك قبول الخلق مع كذبك، فما حصل لك قبول الحق عز وجل.
هو العالم بما في القلوب.
لا تبهرج، فإن الناقد بصير.
إن الله عز وجل ينظر إلى قلبك، لا إلى صورتك، ينظر إلى ما وراء الثياب والجلود والعظام، ينظر إلى خلوتك، لا إلى جلوتك.
أما تستحي؟!!
جعلت منظر الخلق مزيناً، ومنظر الحق عز وجل منجساً!!
إن أردت الفلاح فتب من جميع ذنوبك، وأخلص في توبتك.
تب من شركك بالخلق.
لا تعمل شيئاً إلا لله عز وجل. [201]
جهل العاصي
قال أبو محمد:
العاصي جهل ربه عز وجل فعصاه.
وتابع شيطانه ووافقه.
فلو لم يجهل لما عصى.
لو عرف نفسه وعلم أنها تأمره بالسوء، لما وافقها.
كم أحذرك من إبليس وأعوانه؟!
وأنت تصحبه وتقبل منه!
أعوانه: النفس، والدنيا، والهوى، والطبع، وأقران السوء.
احذر الجميع، فكلهم أعداؤك.
وليس لك محب سوى الله عز وجل، فإنه يريدك لك، وغيره يريدك له. [204]
أنواع من الذكر
قال أبو محمد:
اذكر الحق عز وجل أولاً بقلبك، ثم بقالبك ثانياً.
أذكره بقلبك ألف مرة، وبلسانك مرة.
اذكره عند مجيء الآفات بالصبر.
وعند مجيء الدنيا بالترك.
وعند مجيء الآخرة بالقبول.
وعند مجيء الحق بالتوحيد.
وعند مجيء غيره - في الجملة - بالإعراض عنه (1). [207]
الدليل في السفر
قال أبو محمد:
يا مسافراً في طريق الدنيا، لا تفارق القافلة والدليل والرفقاء، وإلا ذهب منك مالك روحك.
وأنت يا مسافراً في طريق الآخرة، كن أبداً مع الدليل إلى أن يوصلك إلى المنزل.
المريد لا بد له من قائد ودليل.
إن أردت الفلاح، فاصحب شيخاً عالماً بحكم الله عز وجل وعلمه، يعلمك ويؤدبك، ويعرفك الطريق إلى الله عز وجل. [210]
علاج قساوة القلب
قال أبو محمد:
أدنِ قلبك من الذكر.
وذكره يوم النشور.
تفكر في القبور الدوارس.
تفكر كيف يحشر الحق عز وجل جميع الخلق، ويقيمهم بين يديه.
إذا دمت على هذا التفكر، زالت قساوة قلبك، وصفا من كدره. [228]
اتخاذ الأسباب
قال أبو محمد:
خذ المر والزنبيل، واقعد على باب العمل، حتى إذا طلبت تكون قريباً من المستعمل.
ولا تقعد على فراشك، وتحت لحافك، ومن وراء أغلاق، ثم تطلب العمل. [228]
المراجع
- أي الإعراض عن الغير.