1. المقالات
  2. مَوَاعِظُ الشيخ عَبْدالقَادِر الجيلاني
  3. التخلص من القيود

التخلص من القيود

الكاتب : صالح أحمد الشامي

التخلص من القيود

قال أبو محمد:

يا غلام! أنت مع نفسك في بيت طبعك وهواك.

إني أراك أبد الدهر مقيداً بالخلق والأسباب.

هذا إلى متى؟

تعلم مني الخلاص من قيودك.

يا جاهلاً! كيف يرى قلبك الحق عز وجل، وهو ملآن بالخلق؟

كيف ترى باب الجامع وأنت قاعد في بيتك؟

إذا خرجت من دارك، وأهلك وولدك، رأيت باب الجامع.[273]

صلاح القلب

قال أبو محمد:

أربعة أشياء منها صلاح القلب:

الأول: النظر في اللقمة.

الثاني: الفراغ للطاعة.

الثالث: صيانة الكرامة.

الرابع: ترك ما يشغلك عن الله. [276]

فروع وأصول

قال أبو محمد:

إذا تعلمت للخلق، عملت للخلق.

وإذا تعلمت لله عز وجل، عملت له.

وإذا تعلمت للدنيا عملت للدنيا.

وإذا تعلمت للآخرة عملت للآخرة.

الفروع تبنى على الأصول.

كما تدين تدان.

كل إناء ينضح بما فيه.

تضع في إنائك نفظاً وتريد أن ينضح منه ماء الورد؟!

تعمل في الدنيا للدنيا ولأبنائها، وتريد أن تكون لك الآخرة؟!

الطاعة عمل الجنة والمعصية عمل النار.

وبعد ذلك: الأمر إليه [تعالى] إن شاء أثاب [وإن شاء عاقب]. [278]

قصر الأمل

قال أبو محمد:

يا غلام! قصر أملك، وقلل حرصك، صل صلاة مودع.

لا ينبغي لمؤمن أن ينام إلا ووصيته مكتوبة تحت رأسه، فإن أيقظه الحق عز وجل في عافية، كان مباركاً، وإلا فيجد أهله وصيته ينتفعون بها بعد موته، ويترحمون عليه.

ليكن أكلك أكل مودع.

ووجودك بين أهلك وجود مودع.

ولقاؤك لإخوانك لقاء مودع.

أوجد في قلبك "أنا مودع".

كيف لا يكون كذلك من أمره في يد غيره؟! [286]

التزام الكتاب والسنة

قال أبو محمد:

الزم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو الكتاب والسنة.

فإن من تركهما تزندق، ومن ربقة الإسلام مرق، فيكون النار والعقاب موئله آجلاً، والمقت له عاجلاً.

الزموا التقوى في جميع أحوالكم.

اتقوا الشرك في الأصل، والمعاصي في الفرع.

ثم تعلقوا بحبلي الكتاب والسنة، ولا تخلوهما من أيديكم. [290- 291]

نظرة تمحيص

قال أبو محمد:

ويحك! قميص إسلامك مُخَرَّق.

ثوب إيمانك نجس.

أنت عريان.

قلبك جاهل.

سرك مكدر.

صدرك بالإسلام غير مشروح.

باطنك خراب وظاهرك عامر.

صحائفك مسودة.

دنياك التي تحبها عنك راحلة، والقبر والآخرة مقبلان إليك.

تنبه لأمرك وما تصير إليه عن قريب.

ربما كان موتك اليوم، أو في هذه الساعة.

يحال بينك وبين آمالك، ما تؤمله من الدنيا لا تجده ولا تلحقه، وما قد أُنْسِيته من الآخرة فهو يلحقك.

الاشتغال بغير الله هوس.

والخوف من غيره والرجاء له هوس.

أحد لا يضرنا ولا ينفعنا غير الله عز وجل.[295- 296]

تعجب!!

قال أبو محمد:

لمَ تقولون شيئاً وفعلكم يكذب قولكم؟

أما سمعتم قول ربكم عز وجل:

{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2]

ملائكتكم تتعجب من وقاحتكم.

تتعجب من كثرة كذبكم في أحوالكم,

تتعجب من كذبكم في توحيدكم. 

كل حديثكم في الغلاء والرخص، وأحوال السلاطين والأغنياء، أكل فلان، لبسَ فلان، تزوجَ فلان، استغنى فلان، افتقر فلان. .

كل هذا هوس ومقت وعقوبة.

توبوا، واتركوا ذنوبكم.

ارجعوا إلى ربكم دون غيره، اذكروه وانسوا غيره.[301]

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day