البحث
التمني
التمني
قال أبو محمد:
يا غلام! قد قنعت من أحوال الصالحين: بالكلام فيها، والتمني لها.
كالقابض على الماء، يفتح يده فلا يرى فيها شيئاً
التمني وادي الحمق.
تعمل أعمال أهل الشر، وتتمنى درجات أهل الخير؟! [116]
النية
قال أبو محمد:
يا غلام! إذا تكلمت فتكلم بنية صالحة.
وإذا سكت، فاسكت بنية صالحة.
كل من لم يقدم النية قبل العمل فلا عمل له.
أنت إن تكلمت أو سكت، فأمن في ذنب، لأنك لا تصحح نيتك.
سكوتك وكلامك بغير السنة. [119]
أطباء الدين
قال أبو محمد:
العلماء بالشرع وحقائق الإسلام، هم أطباء الدين الجابرون لكسره.
يا من قد انكسر دينه، تقدم إليهم حتى يجبروا كسرك.
الذي أنزل الداء، هو الذي ينزل الدواء.
هو أعرف بالمصلحة من غيره. [122]
العلم والدنيا
قال أبو محمد:
يا من يدعي العلم، ويطلب الدنيا من أبنائها، ويذل لهم.
قد أضلك الله على علم.
ذهبت بركة علمك.
ذهب لبه وبقي قشره.
وأنت يا من يدعي العبادة، وقلبه يعبد الخلق، ويخافهم ويرجوهم.
ظاهر عبادتك لله عز وجل وباطنها للخلق.
كل طلبك وهمك لما بأيديهم، من الدرهم والدينار والحطام، ترجو حمدهم وثناءهم، وتخاف ذمهم وإعراضهم، تخاف منعهم وترجو عطاءهم. .
ويلك . . على من تتبهرج؟![128]
أين
قال أبو محمد:
أين التائب الثابت على توبته؟
أين المستحيي من ربه عز وجل، المراقب له في جميع الأحوال؟
أين المتعفف عن المحارم في خلوته وجلوته؟
أين الغاض لبصر قلبه وقالبه؟ [130 ]
حقائق لا مظاهر
قال أبو محمد:
يا غلام! صف قلبك بأكل الحلال، وقد عرفت ربك عز وجل (1).
صف لقمتك وخرقتك (2) وقلبك، وقد صرت صافياً.
التصوف مشتق من الصفاء.
يا من لبس الصوف:
الصوفي الصادق في تصوفه، يصفو قلبه عما سوى مولاه عز وجل.
وهذا شيء، لا يجيء بتغير الخرق (1)، وتصفير الوجوه، وجمع الأكتاف، ولقلقة اللسان بحكايات الصالحين، وتحريك الأصابع بالتسبيح والتهليل.
وإنما يجيء بالصدق في طلب الحق، والزهد في الدنيا، وإخراج الخلق من القلب. [115]
المراجع
- أي إذا فعلت ذلك عرفت ربك.
- أي لباسك.