1. المقالات
  2. مَوَاعِظُ الشيخ عَبْدالقَادِر الجيلاني
  3. حياه الشيخ عبدالقادر العلمية

حياه الشيخ عبدالقادر العلمية

الكاتب : صالح أحمد الشامي

حياته العلمية:

بدأ الشيخ حياته العلمية بعد وصوله إلى بغداد سنة (488 هـ).

وبغداد يومئذ من أعظم مراكز العلم في ديار الإسلام، وكان فيها الصفوة من العلماء في كل فن. 

وأخذ يسأل عن مدارس الفقهاء وحلقات المحدثين. . وكان يقضي وقته متعلماً في حلقات العلم.. 

واستمرت حياة التلقي عنده ما يزيد عن ثلاثين عاماً، أتقن فيها كثيراً من العلوم والفنون. . بما في ذلك علم السلوك والتصوف. 

قال ابن رجب في "ذيل طبقات الحنابلة": "كان يتكلم في ثلاثة عشر علماً، كانوا يقرؤون عليه درساً في التفسير ودرساً في الحديث، ودرساً في المذهب، وكان يفتي على مذهبي الشافعي وأحمد بن حنبل، ودرساً في الخلاف، ودرساً في الأصول وفي النحو، وكان يقرأ بالقراءات بعد الظهر" (1). 

وكان يحضر دروسه كبار العلماء، وتوجد في درسه مئات المحابر، الأمر الذي يذكرنا بدروس الإمام الغزالي. 

وإن سعة علمه كانت من البواعث الرئيسية لكبار العلماء على حضور دروسه

 قال الحافظ أبو العباس أحمد البندنيجي: حضرت أنا والشيخ جمال الدين ابن الجوزي رحمه الله تعالى مجلس سيدنا الشيخ عبدالقادر رحمة الله عليه. . فقرأ القارئ آية، فذكر الشيخ في تفسيرها وجهاً. 

فقلت للشيخ جمال الدين: تعلم هذا الوجه؟

قال: نعم.

ثم ذكر وجهاً آخر، فقلت له: أتعلم هذا الوجه؟

قال: نعم.

فذكر فيها الشيخ أحد عشر وجهاً، وأنا أقول له: أتعلم هذا الوجه؟ وهو يقول نعم. 

ثم ذكر الشيخ فيها وجهاً آخر. فقلت له: أتعلم هذا الوجه؟

قال: لا. 

حتى ذكر فيها كمال الأربعين وجهاً، يعزو كل وجه إلى قائله، والشيخ جمال الدين يقول: لا أعرف هذا الوجه، واشتد عجبه من سعة علم الشيخ رضي الله  عنه (1). 

يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى:

كان الشيخ عبدالقادر. . شيخ السادة الشافعية والسادة الحنابلة ببغداد، وانتهت إليه رياسة العلم في وقته. . وتتلمذ له خلق لا يحصون عدداً. . وانعقد عليه إجماع المشايخ والعلماء رضي الله عنهم بالتبجيل والإعظام والرجوع إلى قوله، والمصير إلى حكمه. . (2).

ومما يدل على مكانته العلمية، ما نقله ابنه الشيخ عبدالرزاق حيث قال:

"جاءت فتوى من بلاد العجم إلى بغداد بعد أن عرضت على علماء العراق، فلم يظهر لأحد منهم فيها جواب شاف. وصورتها: 

ما يقول السادة العلماء في رجل حلف بالطلاق الثلاث أنه لا بد له أن يعبد الله عز وجل عبادة ينفرد بها دون جميع الناس في وقت تلبسه بها، فما يفعل من العبادات، أفتونا مأجورين.   فأُتي بها إلى والدي فكتب على الفور: يأتي مكة المكرمة ويُخلى له المطاف ويطوف  أسبوعاً (1) وتنحل يمينه

المراجع

  1. (1) رجال الفكر والدعوة في الإسلام، للندوي، ص 258.
  2.   الشيخ عبدالقادر الجيلاني للدكتور عبدالرزاق الكيلاني، ص 170، نقلاً عن "قلائد الجواهر".
  3. المصدر قبله، ص 299.
  4.  أي سبعة أشواط.
  5. الشيخ عبدالقادر الجيلاني للدكتور عبدالرزاق الكيلاني، ص 170، عن "قلائد الجواهر"،   ص 38.
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day