البحث
طلب المغفرة
طلب المغفرة
قال أبو محمد:
لا تطلبن من الله شيئاً سوى المغفرة للذنوب السابقة.
والعصمة منها في الأيام الآتية اللاحقة.
والتوفيق لحسن الطاعة، وامتثال الأمر والرضا بمر القضاء، والصبر على شدائد البلاء.
والشكر على جزيل النعماء، والعطاء.
ثم الوفاة بخاتمة الخير، واللحوق بالأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
ولا تطلب منه الدنيا، ولا كشف الفقر إلى الغنى، بل الرضا بما قسم ودبر. لأنك لا تعلم الخير في أيهما.
وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا أبالي على أي حال أصبح، على ما أكره أو على ما أحب، لأني لا أدري الخير في أيهما. [107]
أين الشكر؟
قال أبو محمد:
كيف يحسن منك العجب في أعمالك، ورؤية نفسك فيها، وطلب الأعواض عليها. .
وجمع ذلك بتوفيق الله تعالى وعونه وقوته وإرادته وفضله.
وإن كان ترك معصيته، فبعصمته وحفظه وحميته.
أين أنت من الشكر على ذلك، والاعتراف بهذه النعم التي أولاكها. [108]
وصية
قال أبو محمد:
أوصيك بتقوى الله وطاعته، ولزوم ظاهر الشرع وسلامة الصدر.
وسخاء النفس، وبشاشة الوجه.
وبذل الندى، وكف الأذى، وتحمل الأذى والفقر.
وحفظ حرمات المشايخ والعِشرة مع الإخوان.
والنصيحة للأصاغر والأكابر.
عليك بصحبة الفقراء بالتواضع وحسن الأدب.
واصحب الأغنياء بالتعزز.
واعلم أنك مسؤول عن حركاتك وسكناتك، فاشتغل بما هو أولى في الوقت، وإياك وفضول تصرفات الجوارح. [114- 115]
الأعمال والوقت
قال أبو محمد:
الزهد عمل ساعة، والورع عمل ساعتين، والمعرفة عمل الأبد.[117]
الشهادة على الناس
قال أبو محمد:
لا تقطع الشهادة على أحد من أهل القبلة بشرك ولا كفر ولا نفاق، فإنه أقرب للرحمة، وأعلى في الدرجة، وهي تمام السنَّة.
وأبعد عن الدخول في علم الله.
وأبعد من مقت الله، وأقرب إلى رضاء الله تعالى ورحمته. [118]
قطع طمع النفس
قال أبو محمد:
ينبغي أن تقطع طمعك من الآدميين، ولا تطمع فيما في أيديهم.
فإنه العز الأكبر، والغنى الخاص، والملك العظيم. . واليقين الصافي، والتوكل الشافي الصريح.
وهو باب من أبواب الثقة بالله عز وجل.
وهو باب من أبواب الزهد.
وبه ينال الورع ويكمل نسكه.[119]
التواضع
قال أبو محمد:
التواضع: هو أن لا يلقى العبد أحداً من الناس إلا رأى له الفضل عليه، ويقول: عسى أن يكون عند الله خيراً مني وأرفع درجة.
فإن كان صغيراً، قال: هذا لم يعص الله تعالى، وأنا قد عصيت، فلا شك أنه خير مني.
وإن كان كبيراً، قال: هذا عبدالله قبلي.
وإن كان عالماً، قال: هذا أعطي ما لم أبلغ، ونال ما لم أنل، وعلمَ وجهلت، وهو عمل بعلمه.
وإن كان جاهلاً، قال: هذا عصى الله بجهل، وأنا عصيته بعلم، ولا أدري بمَ يختم لي، وبمَ يختم له.
فإذا كان العبد كذلك سلمه الله تعالى من الغوائل. [119- 120]