1. المقالات
  2. الإستقامة في مائة حديث نبوي
  3. إجتناب الإحتكار

إجتناب الإحتكار

الكاتب : محمد زكي محمد خضر
471 2022/01/30 2024/12/18

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

” مَن احتَكَرَ حَكرَة يريدُ أن يُغلي بِها على المُسلمينَ فهُو خاطئ وقد بَرِئت مِنهُ ذِمَّةُ اللّهِ ورَسولِهِ ”

(رواه أحمد والحاكم)

الإحتكار بغية رفع الأسعار على المسلمين حرام . ولفظة خاطئ في الحديث لا تعني صغر ذنب المحتكر لأن تتمة الحديث تفسر معنى الخطأ حيث أن براءة ذمة الله ورسوله لا تكون إلاّ على أمر من الكبائر. فالإحتكار خلق ذميم يجعل المحتكر يفرح بشقاء غيره متجردا من الإنسانية . إن المال في يد المؤمن عارية (أمانة) قد إستودعه الله تعالى إياها يستفيد منها ويفيد غيره إلى أجل مسمى . أما المال في يد المحتكر فهو كنياب السباع في الغابة يؤذي به عباد الله واضعا أنانيته فوق كل إعتبار لكي يحصل على المزيد من المال ، ولا يكاد يشبع إلاّ من التراب ويتوب الله على من تاب.
ويزداد ذنب المحتكر كلما كانت الحاجة إلى السلعة التي يحتكرها أشد من قبل الناس. فمحتكر الطعام الضروري أكبر إثما . والغني الذي يجمع المزيد من الأموال بجشع وشراهة في أوقات كروب الناس من غلاء أو حروب أو فقدان للأمن يرتكب إثما كبيرا . والإنفاق في مثل تلك الأوقات من أعظم القربات عند الله. قال تعالى: 

” فلا إقتَحَمَ العَقَبَةَ ، وما أدراكَ ما العَقَبَة ، فَكّ رَقَبَة أو إطعام في يوم ذي مَسغَبَة ”

فالمؤمن يرضى بالقليل من الربح وهو سهل عند البيع والشراء ، فإذا مانزلت بالمسلمين مصيبة من غلاء أو قحط ، جعل نفسه واحدا ممن يعاني ، فيحزن لمصائبهم دون احتكار أو استغلال لتلك المصائب.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day