1. المقالات
  2. الإستقامة في مائة حديث نبوي
  3. ترك ما لا يعني

ترك ما لا يعني

الكاتب : محمد زكي محمد خضر
352 2022/02/16 2022/02/16

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 

” مِن حُسنِ إسلامِ المَرء تَركُهُ ما لا يَعنيهِ ”

(رواه الترمذي وابن ماجه)

إن الله تعالى قد خلق الخلائق مختلفين ، فما يصلح لبعض من أمور حياتهم لا يصلح للبعض الآخر. لذلك على المرء أن يهتم بإمور نفسه ولا يتتبع ما لا يعنيه ، ولا يسأل عن ذلك ، قال تعالى: 

” يا أيُّها الّذين آمَنوا لاتَسألوا عَن أشياء إن تَبدَ لَكُم تَسُؤكُم ” 

كما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالإستعانة على قضاء الحوائج الشخصية بالكتمان ، وهذا يبعد الناس عن النظر بعضهم إلى بعض وحسد بعضهم بعضا وتدخل البعض في شؤون بعض بما يؤدي إلى الخلاف والبغضاء والأحقاد. وفي هذا يقول الله تعالى: 

” ياأيّها الّذينَ آمَنوا عَليكُم أنفُسَكُم لا يَضُّرُكُم مَن ضلّ إذا اهتديتُم ” 

وهو موضوع عدم التدخل في شؤون الآخرين التي لا تستطيع لها تغييرا وليس في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تستطيع تغييره بالحكمة والموعظة الحسنة . ولهذا يجب عدم الإعتراض والعيب على الناس ، فكل إنسان قد يسره الله تعالى لما خُلق له ، ومن أعاب شخصا على خُلق فيه ليس من إرادته إبتلاه الله بمثله ، فإن العقوبة تكون من جنس العمل.

نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كثرة السؤال ، وقد مقت الله بني إسرائيل وشدد عليهم بكثرة أسئلتهم لأنبيائهم ، ثم بعد ذلك عدم إطاعة أوامرهم . فالمؤمن لا يعترض على أحكام الله تعالى وما ينزل من مصائب ومحن بل يقبلها ، لكنه لا يرضى بالمعاصي والآثام ، فيقاومها ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، لكنه لا يتدخل فيما لا يعنيه ، وفي شؤون غيره ، فيصرف كل جهده على نفسه فيصلح حالها . فما الذي ينفعه إن نجى الناس كلهم وهلك هو؟ إن على المؤمن أن يهتم بأمر نفسه ، حتى إنه ليعتبرأن دعوته ومساعدته لغيره هي أمر يخص نفسه لأن في ذلك امتثالها لأمر الله تعالى . أما ما وراء النصح والإرشاد والمساعدة من تدخل في أمور الآخرين ، فإن المؤمن يمسك عن ذلك لأنه لا يحب أن يتدخل الآخرون في شؤونه فكذلك هو يحب لهم ما يحب لنفسه.

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day