1. المقالات
  2. الإستقامة في مائة حديث نبوي
  3. المحافظة على الطهارة

المحافظة على الطهارة

الكاتب : محمد زكي محمد خضر
364 2021/12/28 2024/04/18

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: 

” الطّهورُ شَطرُ الأيمانِ ” 

(رواه مسلم)

الطهور واسع الجوانب بما فيه من طهارة من الحدث وإستنجاء ووضوء وطهارة من النجاسة والنظافة الظاهرة والباطنة . ولقد خلق الله تعالى الماء طاهرا ومطهرا ووفره على سطح الأرض بكثره وخلق منه الكائنات الحية حيث قال: 

” وجَعَلنا مِنَ الماءِ كُلّ شيء حيّ ” 

وحث الله تعالى على المبالغة في التطهر حيث مدح الأنصار فقال: 

” يُحبّونَ أن يَتَطَهَروا واللّهُ يُحِبُّ المطَّهِرينَ ”

الطهارة عبادة قائمة بحد ذاتها مستقلة عن الصلاة رغم أنها شرط لها ، لذلك فمن الطهارة ما هو فرض ومنها ما هو سنة أو نافلة . فالوضوء قبل النوم مستحب ، بل كان بعض الصحابة كعبد الله بن عمر رضي الله عنهما لا يُرى جالسا إلاّ طاهرا ، كما أن غسل اليدين مستحب قبل الطعام وبعده ، والإستنزاه من البول واجب فحين مر صلى الله عليه وآله وسلم على قبرين ذَكَرَ أن أحدهما يعذب في قبره لأنه كان لا يتنزه من البول. ومن الأمور التابعة للطهارة الختان وقص الأظافر وقص الشارب ونتف الإبط ، وكل ذلك من حث الإسلام على النظافة ، كما أن غسل الميت وشرط طهارة المكان الذي يصلى فيه والثياب التي يلبسها أثناء الصلاة ، كل ذلك مما أوجبه الله مما له علاقة بالطهارة. 

والمبالغة في الطهارة أمر مستحب ، لكن الوسوسة غير ذلك فمتى عرف المرء أنه قد أتم جزءا من أمور الطهارة عليه أنلا يعود إلى ما يشكك الشيطان فيه من ظن بأنه ربما يكون قد أغفل ذلك كما أن التبذير في إستخدام الماء في الوضوء أو الإستحمام أو الإستنجاء مكروه جريا على أصل كراهة التبذير بصورة عامة: 

” إن المُبَذرين كانوا إخوانَ الشياطين وكانَ الشيطانُ لرَبّهِ كَفورا ”. 

وللطهارة عند عدم وجود الماء بديل هو التيمم والذي هو فعل لتأكيد القصد رغم أنه لا أثر ظاهر له في إزالة النجاسة ، وهذا يشير إلى إختلاف مفهوم الطهارة عن النظافة ، فالطهارة والنظافة متداخلتان أحيانا ومختلفتان في أحيان أخرى . ولو لم يكن في الطهارة سوى الفوائد التي لها علاقة بالنظافة لكفى بذلك أمرا يستحق أن يفخر به المسلم . ومن عاش في بلد فيه كثرة من غيرالمسلمين واطلع على دقائق أحوالهم وما ينتشر بينهم من أمراض عرف مقدار النعمة التي أنعم الله بها على المسلمين بأمور الطهارة وما يتعلق بها.

والطهارة الباطنة وهي الأهم تعني تنزيه الباطن عن الإثم والشر والسوء. فتطهير الظاهر ما هو إلاّ وسيلة من وسائل تطهير الباطن ، فالقيام بأعمال الطهارة يُذَكِّرُ الإنسان بضرورة الإهتمام بطهارة الباطن والتي تهدف إليها معظم العبادات الأخرى ، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في كثير من الآيات مثل قوله تعالى عن ذبح الأضاحي: 

” لن ينالَ اللّهَ لُحومُها ولا دِماؤها ولكن ينالُهُ التَقوى منكُم ” 


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day