1. المقالات
  2. الإستقامة في مائة حديث نبوي
  3. حسن الخلق

حسن الخلق

الكاتب : محمد زكي محمد خضر
502 2022/02/12 2024/04/24

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ، قال: 

” تَقوى اللّه وحُسنُ الخُلُقِ ” ، وسُئِل عن أكثر ما يدخل الناس النار ، فقال: ” الفَمُ والفَرجُ ”

(رواه الترمذي وقال حسن صحيح)

سبق أن مر بنا في الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم:

” أن البر حسن الخلق” . 

مدح الله تعالى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: 

” وإنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظيم ”. 

وقد بلغ من حسن خلقه أن كان يقابل عداء قومه له بدعائه: 

” اللّهُمَ اهد قومي فإنّهُم لا يَعلمون ” 

وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: خَدمتُ النبي عشر سنين فما قال لشيء فعلته لِمَ فعلته ولا لشيء تركته لم تركته. وكان من دعائه صلى الله عليه وآله وسلم: 

” اللّهُم إهدِني لأحسَنِ الأخلاقِ ، لا يَهدي لأحسنِها إلاّ أنت ، واصرف عني سيّئَها لا يصرف سيّئَها إلاّ أنت ”

روي أن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه دعا غلاما له فلم يجبه فدعاه ثانيا وثالثا فلم يجبه ، فقام إليه فرآه مضطجعا فقال أما تسمع يا غلام ، فقال نعم ، قال فما حملك على ترك جوابي؟ فقال أمنت عقوبتك فتكاسلت ، فقال إمض فأنت حر لوجه الله تعالى . وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذا رأى واحدا من عبيده يحسن الصلاة يعتقه ، فعرفوا ذلك من خلقه فكانوا يحسنون الصلاة مراآة ، وكان يعتقهم ، فقيل له في ذلك فقال من خَدعنا في الله انخدعنا له. وكان الفضيل بن عياض يقول: لئن يصحبني فاجر حسن الخلق أحب إليّ من أن يصحبني عابد سيئ الخلق. وعرّف الحرث المحاسبي حسن الخلق بقوله: إحتمال الأذى ، وقلة الغضب ، وبسط الوجه ، وطيب الكلام.

المؤمن يكون حسن الخلق ، يألف الناس ويألفونه ، ويحسن معاملتهم ويبسط وجهه لهم ، وإذا غضب تذكر ففاء. وإذا لم تكن أخلاقه كذلك جاهد نفسه لكي يحسِّن خلقه ويدعو الله أن يعينه على ذلك ، ومجاهدة النفس في ذلك من أقرب القربات إلى الله تعالى.

والحديث من جوامع الكلم فهو يحث على التقوى كذلك ويحذر من شهوات الطعام والكلام الذان هما مما ينتج من الفم ومن شهوة الفرج.


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day