البحث
إتقاء الشبهات
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
إنّ الحَلالَ بيِّنٌ وإنّ الحرامَ بيِّنٌ ، وبينَهُما أمورٌ مُشتَبِهاتٌ لا يعلَمُهُنِّ كَثيرٌ مِنَ النّاس ، فَمَن اتَّقى الشُبُهاتِ استَبرأ لِدينِهِ وَعِرضِهِ ومَن وقَعَ في الشُبُهاتِ وَقَعَ في الحَرامِ ، كالراعي حولَ الحِمى يوشِكُ أن يَرتَعَ فيهِ ، ألا وإنّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمى ألا وإنّ حِمى اللّهِ محارِمُه ، ألا وإنّ في الجَسَدِ مُضغَة إذا صلُحَت صَلُحَ الجَسَدُ كُلُّهُ ، وإذا فسُدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ ألا وهي القَلبُ
(متفق عليه)
لقد بلغ من ورع سلف هذه الأمة مخافة الوقوع في الحرام الكثير. فقد رجع عبد الله بن المبارك من مرو إلى الشام لكي يعيد قلما إستعاره من صاحبه. ورهن الإمام أحمد بن حنبل سطلا عند بقال بمكة فلما أراد فكاكه أخرج البقال سطلين وقال خذ أيهما لك فقال ، أحمد أشكل عليّ سطلي فهو لك والدراهم لك ، فقال البقال سطلك هذا وإنما أردت أن أجربك ، فقال لا آخذه ومضى وترك السطل عنده.
واشترى إبن سيرين أربعين حبا من السمن فأخرج غلامه فأرة من حب فسأله من أي حب أخرجتها فقال لا أدري فصبها كلها . إن ترك الشبهات يحتاج الى صبر وجلد وهو من صفات المتقين.