البحث
العدل
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
” إنّ المُقسِطينَ عند اللّهِ على مَنابِر مِن نور ، الّذينَ يَعدِلونَ في حُكمِهِم وأهليهم وماوُلّوا ”
(رواه مسلم)
قال الله تعالى:
” ولا يَجرِمَنَّكُم شَنآنُ قوم على ألاّ تَعدِلوا ، إعدِلوا هُوَ أقرَبُ لِلتَقوى”
أي لا يحملكم بغضكم لقوم على أن تظلموهم فإن العدل أحق أن يتبع حتى مع الأعداء.
” إنّ اللّهَ يأمُرُ بالعَدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القُربى وينهى عَن الفَحشاء والمُنكر والبَغي ”
وقد نادى الله عبده داود عليه السلام:
” يا داودُ إنّا جَعَلناكَ خليفَة في الأرضِ فاحكُم بينَ النّاسِ بالحَقّ ولا تَتَّبِعِ الهوى فيُضِلّك عن سَبيلِ اللّهِ ”
في هذا الحديث تبيان أن العدل لا يكون في الحكم فقط ، بل العدل في كل من ولي شيئا . فالوالد عليه العدل بين أولاده ، ومن تزوج بأكثر من إمرأة عليه العدل بينهن ، ومن حمل مسؤولية عليه العدل بين من يشملهم عمله من رئاسة أو مراجعة أو تكليف بواجبات إلى غير ذلك . كما أن عليه أن يعدل بين حق نفسه وحق غيره فلا يؤثر نفسه على غيره دون حق ولا يتبع الهوى فيفضل أقرباءَه على غيرهم أو يغمط حق من يكرهه. أتى رجل إلى عمر بن الخطاب فقال له: إني أبغضك ، فقال له عمر أتغمطني حقي؟ قال لا ، قال فإنما يبكي على الحب النساء.
إن الله تعالى إذا أوجب أمرا جعل متطلبات ذلك الواجب واجبة أيضا . فالمعروف أن الغضب يفقد المرء بعضا من صواب قراره. لذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحكم عند الغضب . ومن عمل تحت أمرته أجير فعليه أن يعدل معه ولا يظلمه ، فلا يكرهه على عمل لم يتفق عليه عند التعاقد مستفيدا من كونه لم يصرف إجرته بعد ، أو أن بإستطاعته حجبها عنه أو تقليلها ، فكل ذلك من الظلم سواء كان لمصلحته هو أو لمن أمره بذلك ، فمن ساعد ظالما على ظلمه كان شريكا له ، ومن كان في كده ظالما لغيره كان ما أكل من مال حرام وسحت.