1. المقالات
  2. هدي محمد ﷺ في عباداته ومعاملاته وأخلاقه
  3. هديه ﷺ في خطبته

هديه ﷺ في خطبته

الكاتب : د. أحمد بن عثمان المزيد
المقال مترجم الى : English

كان إذا خطب احمرّتْ عيناه, وعلا صوته, واشتدَّ غضبُه, حتى كأنَّه مُنْذِرُ جَيْشٍ, يقول: «صَبَّحكم ومسَّاكم» , ويقول: «بُعثتُ أنا والساعة كهاتين» ، وكان يقرن بين السَّبَّابة والوُسْطَى, ويقول: «أما بعدُ... فإن خير الحديث كتاب الله, وخير الهدْي هَدْيُ محمد ج, وشَرَّ الأُمُورِ محدثاتها, وكلّ بدعة ضلالة».

وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله. كان يُعلِّم أصحابه خطبة الحاجة: «الحمدُ لله نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ, وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئاتِ أعمالِنَا, مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ, وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»، ثم يقرأ الآيات الثلاث:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ﴾

[آل عمران: 102]،

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ﴾

[النساء: 1]،

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا٧٠﴾

[الأحزاب: 70]

وكانَ يعلِّمُهم الاستخارةَ في الأمورِ كُلِّها, كما يعلمُهم السورةَ مِنَ القرآنِ فقال: «إِذَا همَّ أحدُكُم بالأمرِ فَلْيَرْكَع رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفريضةِ, ثُمَّ ليقل: اللَّهُمَّ إِنِّي أستخيرُكَ بعلمكَ وأستقدرُكَ بقدرتِك وأسألُكَ مِنْ فضلِكَالعظيمِ, فإنَّكَ تقدرُ ولا أقدرُ, وتعلمُ ولا أعلمُ, وأنْتَ عَلَّامُ الغيوبِ, اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تعلمُ أَنَّ هذا الأمرَ – وَيُسَمِّي حَاجَتَهَ – خَيْرٌ لي في ديني ومعاشِي وعاقبةِ أَمْرِي – أو قال: عاجِلِه وآجِلِه – فاقْدُرْهُ لي وَيَسِّرْهُ لي, ثم بَارِكْ لي فيه, وإِنْ كُنْتَ تعلمُ أَنَّ هذا الأمرَ شَرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري – أو قال: عاجِله وآجله – فاصرفْهُ عني واصرفْنِي عَنْهُ واقْدُرْ لي الخيرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ»




المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day