وكان صلى الله عليه وسلم يستعين بهم في المواقف المهمة:

ففي قصة بيعة العقبة التي يرويها كعب بن مالك رضي الله عنه قال: خرجنا إلى الحج، فواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق.

فاجتمعنا بالشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه يومئذ عمه العباس بن عبد المطلب، وهو يومئذ على دين قومه، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيخ ويتوثق له.

فلما جلسنا كان العباس بن عبد المطلب أول متكلم، فقال: يا معشر الخزرج، إن محمداً منا حيث قد عملتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، وهو في عز من قومه ومنعة في بلده، وإنه قد أبى إلا الانجياز إليكم واللحوق بكم. فإن كنتم ترون إنكم وافون له بما دعوتموه إليه، ومانعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك.

وإن كنتم ترون أنكن مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم، فمن الآن فدعوه، فإنه في عز ومنعة من قومه وبلده.

فقلنا: قد سمعنا ما قلت، فتكلم يا رسول الله، فخذ لنفسك، ولربك ما أحببت، فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلا، ودعا إلى الله عز وجل، ورغب في الإسلام... إلخ.