البحث
وربما قبل ذلك من بعضهم لما عنده من التوكل، والصبر على الفقر، والتعفف عن المسألة
عن زيد بن أسلم عن أبيه قال:
سمعت عمر بن الخطاب يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك عندي مالاً. فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي. فقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: "ما أبقيت لأهلك؟" قلت: مثله. وأتى أبو بكر بكل ما عنده. فقال: "يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟" قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: والله لا أسبقه إلى شيء أبداً.
"وإنما لم ينكر صلى الله عليه وسلم على أبي بكر إتيانه بجميع ما عنده؛ لما علمه من حسن نيته، وقوة نفسه، ولم يخف عليه الفتنة، ولا أن يتكفف الناس، كما خافها على غيره".
قال الطبري: "قال الجمهور: من تصدق بماله كله في صحة بدنه، وعقله، حيث لا دين عليه، وكان صبوراً على الإضاقة، ولا عيال له، أو له عيال يصبرون أيضاً، فهو جائز، فإن فقد شيء من هذه الشروط كره".