البحث
مواساتهم وحث الصحابة على تعليمهم
عن عروة قال
لما رجع المشركون إلى مكة من بدر وقد قتل الله تعالى من قتل منهم أقبل عمير بن وهب حتى جاء إلى صفوان بن أمية في الحجر.
فقال صفوان: قبح الله العيش بعد قتلى بدر
فقال عمير: أجل والله، ما في العيش خير بعد، لولا دين على لا أجد له قضاء، وعيالي ورائي لا أجد لهم شيئا لدخلت على محمد فقتلته إن ملئت عيني منه؛ فإن لي عنده علة، أقول قدمت على ابني هذا الأسير ففرح صفوان بقوله فقال: علي دينك، وعيالك أسوة عيالي في النفقة فحمله صفوان وجهزه بسيف صفوان، فصقل وسم
وقال عمير لصفوان: اكتمني ليالي فأقبل عمير حتى قدم المدينة، فنزل باب المسجد، وعقل راحلته، وأخذ السيف لرسول اللهﷺ فنظر إليه عمر بن الخطاب، وهو في نفر من الأنصار يتحدثون عن وقعة بدر، و يشكرون نعمة الله فلما رأى عمير بن وهب معه السيف فزع منه: فقال: عندكم الكلب هذا عدو الله! فقام عمر فدخل على رسول الله ﷺ فقال: هذا عمير بن وهب قد دخل المسجد معه السلاح، فهو الفاجر الغادر يا رسول الله لا تأمنه قال:( أدخله علي!) فدخل عمر وعمير، وأمر أصحابه أن يدخلوا على رسول الله ﷺ، ثم احترسوا من عمير إذا دخل عليهم.
فأقبل عمر بن الخطاب وعمير بن وهب، فدخل على رسول الله ﷺ ومع عمر سيفه فقال رسول الله ﷺ لعمر:(تأخر عنه) فلما دنا منه حياه عمير: أنعم صباحا وهي تحية أهل الجاهلية فقال رسول اللهﷺ:( قد أكرمنا الله عزوجل عن تحيتك وجعل تحيتنا السلام وهي تحية أهل الجنة)
فقال عمير:إن عهدك بها لحديث
قال رسول الله ﷺ:( قد أبدلنا الله خيرا منها،فما أقدمك يا عمير؟)
قال: قدمت في أسيري عندكم، فقاربوني في أسيري؛ فإنكم العشيرة و الأهل
فقال رسول اللهﷺ:( فما بال السيف في رقبتك؟)
فقال عمير: قبحها الله من سيوف، فهل أغنت عنا من شيء
فقال رسول الله ﷺ:( اصدقني ما أقدمك)
قال: ما قدمت إلا في أسيري
فقال رسول الله ﷺ:( فما شرطت لصفوان بن أمية الجمحي في الحجر؟) ففزع عمير، وقال: ماذا اشترطت له قال:( تحملت له بقتلي على أن يعول بنيك، ويقضي دينك، والله حائل بينك وبين ذلك)
فقال عمير: أشهد أنك رسول الله وأشهد أنه لا إله إلا الله، كنا يا رسول الله نكذبك بالوحي، وبما يأتيك من السماء، وإن هذا الحديث الذي كان بيني وبين صفوان في الحجر كما قال رسول الله ﷺ لم يطلع عليه أحد غيري وغيره، ثم أخبرك الله به، فآمنت بالله ورسوله، والحمد لله الذي ساقني هذا المقام ففرح المسلمون حين هداه الله.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
لخنزير كان أحب إلي منه حين اطلع، ولهو اليوم أحب إلي من بعض بني. فقال رسول اللهﷺ:( اجلس نواسك) وقال:( علموا أخاكم القرآن) وأطلق له أسيره. وقال: يا رسول الله، قد كنت جاهدا ما استطعت على إطفاء نور الله، فالحمد لله الذي ساقني هذا المساق؛ فلم تأذن لي، فألحق بقريش، فادعوهم إلى الإسلام لعل الله يهديهم و يستنقذهم من الهلكة فأذن له رسول الله ﷺ ولحق بمكة. وجعل صفوان يقول لقريش في مجالسهم: أبشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر، وجعل يسأل كل راكب قدم من المدينة، هل كان بها من حدث؟ وكان يرجو ما قال عمير بن وهب حتى قدم عليه رجل من أهل المدينة فسأل صفوان عنه، فقال: قد أسلم، فلقيه المشركون، فقالوا: قد صبأ.
وقال صفوان: إن علي أن لا أنفعه بنفقة أبدا، ولا أكلمك من رأسي كلمة أبدا، وقدم عليهم عمير ودعاهم إلى الإسلام، ونصح لهم، فأسلم بشر كثير.
المراجع
- كان ابنه وهب بن عمير في أسارى بدر
- رواه الطبراني في الكبير[13586] و البيهقي في الدلائل[1009] وقال الهيثمي:( رواه الطبراني مرسلا وإسناده جيدا) مجمع الزوائد[286/8]