البحث
الفصل الأول: نماذج من دعوة الأنبياء والرسل (عليهم الصلاة والسلام)
خلق الله تعالى الخلق وفطرهم على معرفته سبحانه، وتوحيده لا شريك له، قال عز وجل مخاطباً رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم:
{فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفٗاۚ فِطۡرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيۡهَاۚ لَا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ}
[الروم: 30]
وقال تبارك وتعالى:
{وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآۚ أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ أَوۡ تَقُولُوٓاْ إِنَّمَآ أَشۡرَكَ ءَابَآؤُنَا مِن قَبۡلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةٗ مِّنۢ بَعۡدِهِمۡۖ أَفَتُهۡلِكُنَا بِمَا فَعَلَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ}
[الأعراف: 172: 173]
وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة – وفي رواية على الملة – فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تولد البهيمة جمعاء" هل تحسون فيها من جدعاء".
وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يقول الله: إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم".
وهذا دليل واضح أن الأصل في الناس أنهم مفطرون على الإسلام وتوحيد الله تبارك وتعالى، وأن الشرك والانحراف طارئ فيهم، ودخيل عليهم.
وخفاظاً على سلامة هذه الفطرة، وبقائها على توحيد الله عز وجل ومعرفته بعث الله تعالى أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام، وأنزل عليهم كتبه، هداية للناس إلى الصراط المستقيم، الموافق للفطرة التي فطرهم الله عليهم، وحماية لهم من الضلال والانحراف عن سبيله القويم،
قال جل شأنه:
{وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّـٰغُوتَۖ }
[النحل: 36]
كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال صلى الله عليه وسلم: "أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الأولى والآخرة، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: الأنبياء أخوة من علات وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد فليس بيننا نبي"
وفي هذا الفصل سأذكر بإذن الله تعالى نماذج من دعوة الرسل إلى توحيد الله عز وجل وأن الدعوة إلى توحيد الله كانت أول ما دعوا إليه أممهم وأن دعوتهم جميعاً متفقة على هذا الأمر، وسائرة على هذا الطريق.