1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. ومن النابغين في الشجاعة، و الجرأة على القتال: معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء

ومن النابغين في الشجاعة، و الجرأة على القتال: معاذ بن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء

الكاتب : محمد صالح المنجد
262 2024/01/11 2024/01/15

عن عبد الرحمن بن عوف قال

بينا أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني، وعن شمالي، فإذا بغلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت أن أكون بين أضلع منهما. فغمزني أحدهما، فقال: يا عم هل تعرف أبا جهل؟ قلت:نعم، ما حاجتك إليه يا ابن أخي. قال: أخبرت أنه يسب رسول الله ﷺ، والذي نفسي بيده لئن رأتيه لا يفارق سوادي سواده يموت الأعجل منا. فتعجبت لذلك. فغمزني الآخر، فقال لي مثلها. فلم أنشب أن نظرت إلي جهل يجول في الناس، قلت: ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني. فابتدر اه  بسيفيهما، فضرباه حتى قتلاه.ثم انصرفا إلى رسول الله ﷺ، فأخبره. فقال:( أيكما قتله؟) قال كل واحد منهما: أنا قتلته. فقال:( هل مسحتما سيفيكما؟) قالا: لا فنظر في السيفين، فقال:( كلاكما قتله، سلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح) وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح. والرجلان: معاذ بن عمرو بن الجموح، و معاذ بن عفراء.  

قال ابن حجر:( اشترك هذان الرجلان في جراحته، لكن معاذ بن عمرو بن الجموح ساخنه أولا فاستحق السلب، وإنما قال النبي ﷺ :( كلاكما قتله)، تطييبا لقلب الآخر من حيث إن له مشاركة في قتله، وإلا فالقتل الشرعي الذي يتعلق به استحقاق السلب، وهو الإثخان، وإخراجه عن كونه ممتنعا غنما من معاذ بن عمرو بن الجموح؛ فلهذا قضى له بالسلب.ونظره ﷺفي السيفين و استلاله لهما هو ليرى ما بلغ الدم من سيفيهما، ومقدار عمق دخولهم في جسم المقتول؛ ليحكم بالسلب لمن كان في ذلك أبلغ.

ولذلك سألهم أولا:( هل مسحتما سيفيكما؟)؛ لأنهما لو مسحهما لما تبيت المراد من ذلك . وقد جاء أن ابن مسعود رضي الله عنه هو الذي أجهر عليه، وأخذ رأسه، وله معه خبر معروف).

قال النووي:( يحمل على أن الثلاثة اشتركوا في قتله، وكان الإثخان من معاذ بن عمرو بن الجموح، وجاء ابن مسعود بعد ذلك، وفيه رمق، فحز رقبته. وفي هذا الحديث من الفوائد: أنه ينبغي أن لا يحتقر أحد، فقد يكون بعض من يستصغر من القيام  بأمر أكبر مما في النفوس، وأحق بذلك الأمر كما جرى لهذين الغلامين).

العقل  فاعلم  زينة  الفتيان         والفهم   للعقلاء    كالتيجان

كم من صغير ذي مواهب جمة     فتفوح  منه  كأجمل  الريحان

يحتاج  مكتشفا،  ومهتما به        كيلا   يضيع   بعالم  النسيان 

إن النبي له مزيد عناية             بالنابغين  وأبرز  الصبيان

لما رأى عقلا، وحسن تصرف     ما كان ذا ليمر دون بيان

فبه أشاد مشجعا، ومؤيدا           ليقابل الإحسان  بالإحسان

كم ذا يخصهم بعلم زائد            ودعائه بالفهم في القرآن

بل كان يريد فهم بكل تواضع      لينعموا منه بقرب مكان 

ومنشط أذهانهم بسؤاله              إن السؤال منشط الأذهان

ومشجع لهم بحسن ثنائه            إن الثناء يلذ في الآذان

هذه مهارات الصغار تنوعت      بتنوع الثمرات  في البستان

راعى تنوعها النبي موظفا        فيما  يفيد مهارة الفتيان


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day