1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. ورفقه ﷺ بهم كان فيها يتعلق بحقوقه الخاصة،و وأما إذا كان الأمر بحقوقو الله، فكان يوقفهم عند حدود الشرع وأحكامه

ورفقه ﷺ بهم كان فيها يتعلق بحقوقه الخاصة،و وأما إذا كان الأمر بحقوقو الله، فكان يوقفهم عند حدود الشرع وأحكامه

الكاتب : محمد صالح المنجد
174 2024/05/15 2024/11/17


عن المغيرة رضي الله عنه أن ضرتين اقتتلتا، فضربت إحداهما الأخرى بعمود فسطاط فقتلتها[وفي لفظ

وهي حامل فقتلت ولدها الذي في بطنها] فقضى رسول الله ﷺ بالدية على عصبة القاتلة، وقضى لما في بطنها غرة

[1]

فقال الأعرابي: تغرمني من لا شرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهل، فمثل ذلك يطل[2] فقالﷺ ( أسجع كسجع الجاهلية؟) وقضى لما في بطنها غرة[3]

قال العلماء: إنما ذم سجعه لوجهين: أحدهما أنه عارض به حكم الشرع، ورام إيطاله.

الثاني: أنه تكلفه في مخاطبته، وهذان الوجهان من السجع مذمومان. 

واما السجع الذي كان النبي ﷺ  يقوله في بعض الأوقات وهو مشهور في الحديث  فليس من هذا، لأنه لا يعارض به حكم الشرع، ولا يتكلفه فلا نهي فيه بل هو حسن[4] وإنما ضرب المثل بالكهان لأنهم كانوا يروجون أقاويلهم الباطلة أسجاع ترقق القلوب يميلوا إليها[5] وإنما لم يتعاقبه لأنه ﷺ  كان مأمورا بالصفح عن الجاهلين[6]

وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال

أتي النبي ﷺ  أعرابي عليه جبة من طيالسة مكفوفة بديباج، أو مزرورة بالديباج، فقال: إن صاحبكم هذا[7] يريد أن يرفع كل راع ابن راع، ويضع كل فارس ابن فارس فقام النبي ﷺ  مغضبا، فأخذ بمجامع جبنة، فجذبه، وقال: لا أرى عليك ثياب من لا يعقل، ثم رجع رسول الله ﷺ  فجلس، فقال( إن نوحا عليه السلام لما حضرته الوفاة دعا الشرك والكبر، وآمر كما بلا إله إلا الله فإن السموات والأرض وما فيهما لو وضعت في كفة الميزان، ووضعت لا إله إلا الله في الكفة الأخرى، كانت أرجح ولو أن السموات و الأرض كانتا  حلقة، فوضعت لا إله إلا الله عليها؛ فصمتها أو لقسمتها وآمر كما بسبحان الله وبحمده؛ فإنها صلاة كل شيء، وبها يرزق كل شيء)[8]

المراجع

  1. أي: مملوك عبد أو أمة، ويكون مقدارها نصف عشر الدية. وهذا: محمول على أنها ضربتها بعمود لا يقصد به القتل غالبا، فيكون شبه عمد تجب فيه الدية على العاقلة، ولا يجب فيه قصاص، ولا دية على الجابي.شرح النووي[176،177/11]
  2.  أي: بهدر النهاية]136/3
  3.  رواه البخاري[6906]ومسلم[1682]والنسائي[4823]واللفظ له
  4.  شرح النووي على صحيح مسلم[178/11]
  5.  لسان العرب[363/13]
  6. فتح البارى[218/10]
  7.  يقصد النبي ﷺ 
  8. رواه أحمد[7061] وصححه الألباني في الصحيحة[134]
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day