1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. فكان النبى ﷺ يذكر صفاتهم ، ليعلمهم الناس ، ويحذروا منهم

فكان النبى ﷺ يذكر صفاتهم ، ليعلمهم الناس ، ويحذروا منهم

الكاتب : محمد صالح المنجد
127 2024/07/28 2024/11/14
المقال مترجم الى : English

فمن صفات المنافقين التكاسل عن صلاة الفجر والعشاء : 

عن أبى هريرة رضى الله عنه قال :

قال النبى ﷺ : " ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ، ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبواً "

(1).

قال بن رجب : " وإنما ثقلت هاتان الصلاتان فى المساجد على المنافقين أكثر من غيرهما من الصلوات ، 

لأن المنافين كما وصفهم الله فى القرآن :

وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا ،

[ النساء : 142 ] .

والمرائى إنما ينشط للعمل إذا رآه الناس ، فإذا لم يشاهدوه ثقل عليه العمل . وقد كان النبى ﷺ  يصلى هاتين الصلاتين فى الظلام ، فإنه كان يغلس بالفجر غالباً ، ويؤخر العشاء الآخرة ، ولم يكن فى مسجده حينئذ مصباح ، فلم يكن يحضر معه هاتين الصلاتين إلا مؤمن يحتسب الاجر فى شهودهما ن فكان المنافقون يتخلفون عنهما ، ويظنون أن ذلك يخفى على النبى ﷺ  " (2).

ومن صفاتهم : تأخير الصلاة إلى آخر وقتها : 

عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال :

سمعت رسول الله ﷺ يقول : " تلك الصلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرنى الشيطان قام فنقرها أربعاً ، لا يذكر الله فيها إلا قليلاً "

(3).

" بين قرنى الشيطان " قيل : هو على حقيقته وظاهر لفظه ، والمراد أنه يجاذيها بقرنيه عند غروبها ، وكذا عند طلوعها ، لأن الكفار يسجدون لها حينئذ ، فيقارنها ، ليكون الساجدون  لها فى صورة الساجدين له ، ويخيل لنفسه ولأعوانه أنهم إنما يسجدون له . 

  وقيل: هو على المجاز ، والمراد بقرنه وقرنيه : علوه وأرتفاعه وسلطانه وتسلطه وغلبته واعوانه ، ومعناه ان تأخيرها بتزيين الشيطان ومدافعته لهم عن تعجيلها كمدافعة ذوات القرون لما تدفعه . والصحيح الأول (4).

ومنها : الكذب وخلف الوعد والخيانة : 

عن أبى هريرة رصى الله عنه

عن النبى ﷺ أنه قال :" آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان "

(5).

وعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه

عن النبى ﷺ قال : "أربع من كن فيه كان منافقاً ، أو كانت فيه خصله من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ،وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر

(6) "(7).

 ومنها : أنه لا يجتمع فى أحدهم حسن سمت ولا فقه دين : 

عن أبى هريرة رضى الله عنه

عن النبى ﷺ أنه قال :" خصلتان لا يجتمعان فى منافق : حسن سمت ، ولا فقه فى الدين "

(8).

"حسن سمت " أى : تحرى طرق الخير ، والتزيي بزى الصالحين ، مع التنزه عن المعائب الظاهرة ، والباطنة . 

" ولا فقه فى الدين " حقيقة الفقه فى الدين ماأورث الخشية والتقوى ، أما الذى يتدراس أبواباً منه ليتعزر به ويتأكل به فإنه بمعزل عن الرتيه العظمى، لأن الفقه تعلق بلسانه دون قلبه (9).

ومن صفاتهم : التذبذب والتبعية المذمومة:

عن ابن عمر رضى الله عنه

عن النبى ﷺ قال: " مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين ، تعير إلى هذه مرة ، إلى هذا مرة "

(10).

قال السندى : " " العائرة "أى : المترددة بين قطيعين من الغنم، وهى التى تطلب الفحل فتتردد بين قطعيعين ، ولا تستقر مع إحداهما ، والمنافق مع المؤمنين بظاهرة ، ومع المشركين بباطنه تبعاً لهواه وعرضه الفاسد ، فصار بمنزلة تلك الشاه ، وفيه سلب الرجوليه عن المنافقين "(11).

وصفات المنافقين الذميمة كثيرة ، وسورة التوبة مليئة بفضائحهم وصفاتهم التى كشفها الله للمؤمنين ، للحذر منهم ، ومنها .

المراجع

  1. رواه البخارى [ ٦٥٧ ] ومسلم [ ٦٥١].
  2. فتح البارى لابن رجب [٢٣/٥]. 
  3.  رواه مسلم [٦٢٢ ]. 
  4.  شرح النووى على صحيح مسلم [١٢٤/٥ ].
  5.  رواه البخارى [ ٣٣ ]،ومسلم [ ٥٩ ]. 
  6.  أى : مال عن الحق ، وقال الباطل والكذب . قال أهل اللغة : وأصل الفجور الميل عن القصد . شرح النووى على صحيح مسلم [٤٨/٢ ].
  7.  رواه البخارى [ ٢٤٥٩ ] واللفظ له ، ومسلم [٥٨ ].
  8.  رواه الترمذى [ ٢٦٨٤ ] وصححه الالبانى فى صجيج الجامع [٣٢٢٩ ].
  9.  تحفه الأحوذى [٣٧٨/٧ ]. 
  10.  رواه مسلم [٢٧٨٤ ] . 
  11.  مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح [١٣٠/١ ].




المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day