البحث
كان النبي ﷺ يداعب الأطفال ويلاطفهم
عن أم خالد بنت خالد رضى الله عنها قالت :
أتى رسول الله ﷺ بثياب فيها خميصة سوداء ، فقال : " من ترون نكسوها هذه الخميصة ؟ " ، فأسكت القوم . قال : ائتوى بأم خالد ، فأتى بي النبي ﷺ ، فألبسنيها بيده . فجعل ينظر إلى علم الخميصة ويشير بيده إلى ويقول : " يا أم خالد هذا سنا ، ويا أم خالد هذا سنا " . والسنا بلسان الحبشية الحسن (1). وكانت أم خالد مع أهلها في هجرة الحبشة ، فلذلك داعبها النبي ﷺبلسان أهل الحبشة .
" أبلى وأخلقى " تطلق العرب ذلك وتريد الدعاء بطول البقاء للمخاطب بذلك ، أى أنها تطول حياتها حتى يبلى الثوب ويخلق .
قال الخليل : أبل وأخلق معناه : عش وخرق ثيابك ، وارقعها (2).
قال البخارى : " لم تعش امرأة مثل ما عاشت هذه " (3).
ومن مداعبته وملاطفته للصغار :
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال :
كان رسول الله ﷺ يلاعب زينب بنت أم سلمه ، ويقول : " يازوينب ، يازوينب " مراراً (4).
قال ابن القيم :
" وقد دخلت عليه ﷺ وهو يغتسل فنضح في وجهها ، فلم يزل ماء الشباب في وجهها حتى كبرت " (5).
وقد وقف بين يديه ذات مرة محمود بن الربيع ، وهو ابن خمس سنين ، فمج ﷺ في وجهه مجة من ماء من دلو يمازحه بها .
عن محمود بن الربيع قال :
" عقلت من النبي ﷺ مجة مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو " (6).
فكان من بركة ذلك أنه لما كبر لم يبق في ذهنه من ذكر رؤية النبي إلا تلك المجة ، فعد بها من الصحابة .
قال ابن حجر : " المج هو إرسال الماء من الفم ، وقبل : لا يسمى مجاً إلا إن كان على بعد .
وفعله النبي ﷺ مع محمود إما مداعبة منه ، أو ليبارك عليه بها كما كان ذلك من شأنه مع أولاد الصحابة .
وفى هذا الحديث من الفوائد : جواز إحضار الصيبان مجالس الحديث ، وزيارة الإمام أصحابة فى دورهم ، ومداعبته صيبانهم " (7).
كان النبي ﷺ يداعب أنس بن مالك :
عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال :
ربما قال لي النبي ﷺ : " ياذا الأذنين " يعنى يمازحه (8).
هذا القول من جملة مداعباته ﷺ ولطيف أخلاقه (9).
المراجع
- رواه البخارى [ 5845 ].
- فتح الباري [ 280/10 ].
- فتح البارى [ 184/6 ].
- رواه الضياء في المختارة [ 1733 ]، وصححه الألبانى في الصحيحه [ 2141 ].
- حاشية ابن القيم على سنن أبي دواد [ 122/1 ] ، الاستيعاب [ 1855/4 ] لابن عبد البر .
- رواه البخارى [ 77].
- فتح البارى [ 173/1 ] باحتصار .
- رواه أبو دواد [ 5002 ] والترمذى [ 1992 ] ، وصححه الألبانى في صحيح الجامع [ 7909 ].
- تحفه الأحوذى [ 108 /6 ] .