البحث
وكان صلى الله عليه وسلم يدعو لهم بالبركة
فقد دعا لعبد الرحمن بن عوف بالبركة في ماله. عن انس بن مالك رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى علي عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة قال: "ما هذا؟". قال: إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب. قال: "بارك الله لك، أولم ولو بشاة".
قال النووي: "أولم ولو بشاة" فيه دليل على أنه يستحب للموسرر أن لا ينقص عن شاة، ونقل القاضي الإجماع على أنه لا حد لقدرها المجزئ، بل بأي شيء أول لم من الطعام حصلت الوليمة، وقد ذكر مسلم بعد هذا وفي وليمة عرس صفية انها كانت بغير لحم، وفي وليمة زينب: (أشبعنا خبزاً، ولحماً) وكل هذا جائز تحصل به الوليمة لكن يستحب أن تكون على قدر حال الزوج".
وعن عروة البارقي قال:
عرض النبي صلى الله عليه وسلم جلب، فأعطاني ديناراً، وقال: "ائت الجلب، فاشتر لنا شاة". فأتيت الجلب، فساومت صاحبه، فاشتريت منه شاتين بدينار، فجئت أسوقهما، فلقيني رجل، فساومني، فبعته شاة بدينار، فجئت بالدينار، وجئت بالشاة، فقلت: يا رسول الله هذا ديناركم، وهذه شاتكم، وحدثته الحديث: فقال: "اللهم بارك له في صفقة يمينه". فلقد رأيتني أقف بكناسة الكوفة، فأربح أربعين ألفاً قبل أن أصل إلى أهلي".
وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم للمتسامحين في البيع والشراء.
فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله رجلاً سمحاً [أي: سهلاً] إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى
من فوائد الحديث:
فيه: الحض على السماحة في المعاملة، واستعمال معالي الأخلاق، وترك المشاحة.
وفيه: الحض على ترك التضييق على الناس في المطالبة، وأخذ العفو منهم.