1. المقالات
  2. الإصلاح
  3. سنن نصر الله للمظلوم من الظالم

سنن نصر الله للمظلوم من الظالم

تحت قسم : الإصلاح
128 2024/08/04 2024/12/18

نصرةُ المظلوم مما اتَّفقت العقولُ على حُسنه والشرائعُ على وجوبه والحكماء على تقريره، فلا تستقيمُ دنيا بني آدم إلا بالعَدل، ولا تستقرّ حياتهم إلا بالأمن، ومتى ما خاف الضعيف فإن الظلمَ قد عمَّ والبلاءَ قد طمَّ، والناس صاروا في أمر مريجٍ؛ ولهذا لم يأل بنو آدم جهدًا في محاولة إيجاد قواعد في الحياة تضمَن العدل وتزيل الظلم؛ لكن الأهواء غالبة، والشهوات طاغية، والإنسان بطبعه ظلوم جهول، فلا يرفع الظلم عن ضعيف إلا أوقعه على آخر، وآحيانا لا يرفعه إلا بظلم، فلم يكن بدّ من شرائع الرسُل؛ لأن العقول لا تستقلّ بمعنى العدل في كلّ جزئية، لاختلاف المعتقدات وكثرة الواردات، فكان لزامًا على الناس أن يلتزموا بالشرع لتستقيمَ حياتهم، وتكون لهم فيه غُنية عن غيره، فجاء الشرع الإسلاميُّ بكلِّيَّة عامّة ألا وهي نصرة المظلوم، وجعلها ميثاقًا سماويًّا على العباد، لا يتخلَّف في شريعة من الشرائع المنزَّلة،

وقد قال الله سبحانه

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير}

[الأنفال: 72]

 ((وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ)) أي: إنِ استنصَركم أحد، فعليكم أيُّها المُؤمِنون النَّصرُ، فنصرتكم للمستضعفين عليكم فَرضٌ، إلَّا على قومٍ بينكم وبَيْنَهم عهدٌ، إلَّا أن يَستنصِروكم ((عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ))، يعني: عَهدٌ قد وَثَّقَ به بعضُكم على بعضٍ ألَّا يحارِبَه، فلا تقاتِلوهم عليهم حتَّى يَتِمَّ العَهدُ، أو يُنبَذَ على سواءٍ، إلَّا أن يكونوا أُسَراءَ مُستضعَفين؛ فإنَّ الولايةَ معهم قائمةٌ، والنُّصْرةَ لهم واجبةٌ بالبَدَنِ، بألَّا يبقى منَّا عينٌ تَطرِفُ حتَّى نخرُجَ إلى استنقاذِهم إن كان عدَدُنا يحتَمِلُ ذلك، أو نبذُلَ جميعَ أموالِنا في استخراجِهم حتَّى لا يبقى لأحَدٍ دِرهَمٌ، فإنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ على ما حَلَّ بالخَلقِ في تَركِهم إخوانَهم في أسْرِ العَدُوِّ، وبأيديهم خزائِنُ الأموالِ، وفضولُ الأحوالِ، والعُدَّةُ والعَدَدُ، والقُوَّةُ والجَلَدُ.

كم رأينا ولا زلنا نرى في الناس من ذوي الحاجات وأصحاب الهموم وصرعى المظالم وجرحى القلوب ‍!! الذين لم يجدوا من يطرق بابهم، أو يسأل عن حالهم، أو يسعى في كشف الغم عنهم بدافع من خُلُق النُّصرة.

وما أقسى تعبهم وأشد كربهم حين لا يجدون نصيرا بعد الله ينصرهم، ولذا فقد حث الشرع على نصرة المظلوم وفك كربته، فأوصى الرسول الله ﷺ بسبع كان منها ((نصر المظلوم)) فعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: ""أمرنا رسول الله ﷺ بسبع ونهانا عن سبع: أمرنا بعيادة المريض، واتباع الجنازة، وتشميت العاطس، وإبرار القسم أو المقسم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام"".

وليس من شأن المسلم أن يرتضي لنفسه إيقاع الظلم بأخيه، أو أن يدع أخاه فريسة بيد ظالم يذله، ورسول الله ﷺ يقول: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربةً فرّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمـًا ستره الله يوم القيامة".

فهل بعد هذا ترى مصيبة واقعة بأخيك وتُسْلِمه لها وتخذله فيها؟ أم تحتقن دماؤك في عروقك ولا يروق لك نوم حتى تبذل ما تستطيع من جهد لكشف ما نزل من ضرّ بأخيك؟

وقال سبحانه

{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا}

[النساء: 75]

فالله تعالى يحرِّض عباده المؤمنين على الجهاد في سبيله، وعلى السَّعي في استنقاذ المستضعفين بمكَّة من الرِّجال والنِّساء والصِّبيان، المتبرِّمين بالمقام بها؛

ولهذا قال

{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ}

يعني: مكَّة

كقوله تعالى

{وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ}

[محمَّد13]

ولذا فلابد من الاطلاع على سنن الله في من نصر مظلوما ومن خذله حتى لا نترك هذا الحق في حياتنا، مع أننا من الممكن أن نؤديه.

أين نحن من القيام بهذا الحق المهم، الذي حث عليه الشرع، أين من ينصر مظلوما في هذا الزمان؟ وما أكثر المظلومين في زماننا وكم يرى الناس من إنسان ينتهك عرضه وتداس كرامته ويسلب ماله ويسفك دمه ثم لا يجد من ينصره أو من يقف بجانبه وأصبح هذا الحق والواجب ضائعاً وغريباً في حياتنا..

وللقرآن حيال تلك السنة سنن تحذر من تركها وتحث عليها، منها: -

  • السنة الأولى: -استحقاق المنتصر للمظلوم أن ينال نصرة الله وعونه: - فللتناصر أهمية عظمى في حياة الأمة، وبدونه يصبح المجتمع الإسلامي مكشوفًا أمام أعدائه مُعَرَّضًا للهزيمة وعلى العكس من ذلك؛ فإن التزام أبناء المجتمع بنصر الله من ناحية ونصرة بعضهم البعض من ناحية أخرى يؤدي حتمًا إلى فوز المسلمين بكل خير، وظهورهم على عدوهم تحقيقًا لوعد ا

    لله عز وجل

     {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ}

     [الحـج:40]

  • السنة الثانية: -استحقاق لعنة الله لمن لم ينه عن ظلم المظلوم،

    يقول الله تعالى

    {لُعِنَ ٱلذين كَفَرُواْ مِن بني أسرٰأيل عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ ذٰلك بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ. كَانُواْ لاَ يتنٰهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لبئس مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}

    [المائدة:78-79]

    ويوضح رسول الله ﷺ ان من صور التناهي عن المنكر ان ينتصر للمظلوم، فلا شك أن خذلان المظلوم من المنكر، عَنْ حُذيفةَ رضي الله عنه، أن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: «والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ».
  • السنة الثالثة: -الخذلان في الدنيا والآخرة لمن يخذل مظلوما ولا ينصره، «ما من امرئ يخذل امرءًا مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحد ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته»، وعن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله ﷺ: «من أُذِلّ عنده مؤمن فلم ينصره وهو يقدر على أن ينصره أذلّه الله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة»، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة» قوله: «لا يسلمه» أي لا يتركه مع من يؤذيه بل ينصره ويدفع عنه، وهذا أخص من ترك الظلم"
  • أنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ يقيمُ وينصُرُ ويُمَكِّنُ الدَّولةَ التي يُنصَرُ فيها المظلومُ، ويأخُذُ فيها حَقَّه؛ فاللهَ يقيمُ الدَّولةَ العادلةَ وإن كانت كافِرةً، ولا يقيمُ الدَّولةَ الظَّالمةَ وإن كانت مُسلِمة.
  • نجاةُ الأُمَّةِ من العقابِ، فإنْ لم تَنصُرِ الأمَّةُ المظلومَ، وتأخُذْ على يَدِ الظَّالمِ، وتمنَعْه من الظُّلمِ، فسيَعُمُّ العقابُ الجميعَ؛

    قال تعالى

     وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 

    [الأنفال25]

  •   أنَّ الذي ينصُرُ المظلومَ ينصُرُه اللَّهُ، والجزاءُ من جِنسِ العَمَلِ، فاللهُ سُبحانَه وتعالى يُسَخِّرُ له من يَقِفُ إلى جانِبِه ويَنصُرُه.
  • نجاةُ الأمَّةِ من الفِتنةِ والفِسادِ؛ قال تعالىإِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ [الأنفال72-73] أي: إلَّا تفعَلوا ما أمَرْتُكم به من التَّعاوُنِ والنُّصْرةِ على الدِّينِ، تكُنْ فِتنةٌ في الأرضِ.

لقد كان خلق النصرة للمظلوم من أبرز وأظهر الأخلاق عند المسلمين حكاماً ومحكومين....

وتذكر معي: -

  أ‌-       ألم يجهز الخليفة العباسي المعتصم جيشاً عظيما يوم عمورية لأن الخبر بلغه عن طريق التجار والركبان أن رجلاً من الروم لطم امرأة مسلمة فنادت وآمعتصماه فاقتص لها ممن ظلمها..

ب‌-   تصل رسالة إلى الملك الناصر صلاح الدين من أسير للمسلمين في سجون الصليبيين في مدينة القدس بعد أن سقطت بأيديهم قال فيها: يـا أيـهـا الـمـلـك الــذي       لمعالم الصلبان نكّس جاءت إليك ظلامة تسعى     من البيت المقدس كل المساجد طهرت وأنا     على شرفي أنجس فسار بجيشه ودخل المسلمون بيت المقدس، وطهروه من الصليب وطهروه من الخنزير، ونادى المسلمون بالآذان ووحدوا الرحمن وجاء الحق وبطلت الأباطيل وكثرت السجدات وتنوعت العبادات وارتفعت الدعوات وتنزلت البركات وتجلت الكربات وأقيمت الصلوات وأذن المؤذنون وأحضر منبر نور الدين الشهيد عليه رحمة الله الجليل الذي كان يأمل أن يكون الفتح على يديه فكان على يدي تلميذه صلاح الدين، ورقى الخطيب المنبر في أول جمعة بعد تعطل للجمعة والجماعة في المسجد الأقصى دام واحد وتسعين عاماً، فكان مما بدأ به الخطيب خطبته بعد أن حمد الله أن

قال

{فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

[الأنعام:45]

{لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}

[الروم:4]

هكذا كانت أخلاق المسلمين عزة وكرامة وهيبة ونصرة للمظلوم، فهل من وثبة لنصرة المظلومين في أقطار الأرض ودول العالم التي يتعرض فيها المسلمون للقتل والسجن والحرب والتعذيب والانتقاص من الحقوق وإهدار الكرامات، سواء كانت هذه الأفعال من الظلمة والطغاة في مجتمعات المسلمين أو حتى من قبل الأعداء المتربصين بالأمة، ولا بد لهذه النصرة من قوة إيمان وصدق مع الله ووحدة تجمع بين القلوب وقوة تحمي الحق وتصون العرض وتردع الباغي والظالم.

ولا بد أن يبعث هذا الخلق في المجتمعات وبين الأفراد ليقام الحق ويسود العدل ويتعاون الجميع وتتآلف القلوب

والقائم بخلق النصرة يجب أن يكون الباعث على قيامه بهذا الخلق قصد وجه الله تعالى، ومنع الظلم بأنواعه، وتحقيق العدل على جميع الناس، وإعانة الفقراء والمحتاجين على لوازم الحياة الكريمة، فلا ينتصر لعرق أو حزب أو طائفة، أو ينصر أحدا لطلب مال أو شرف أو جاه، فكل ذلك من خصال الجاهلية وطباع البهيمية السافلة،

قال تعالى في قصة ذي القرنين

{قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً. قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً}

[الكهف:94-95]

والنصرة تكون باللسان واليد وبالمقال الصحفي وبالمحاماة وبالمال وبالنصح والتوجيه وكف الأذى وبالجهاد في سبيل الله وبالدعاء في ظهر الغيب، وتكون النصرة بنشر قضية المظلوم وتعرية الظالم وفضحه وزجره وتكون كذلك بالإصلاح بين الناس ومعالجة المشاكل وغير ذلك كل حسب قدرته واستطاعته.

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day