الومضة القرآنية 

البرزخ المائي

قال تعالى:

وقال تعالى:

.

لقد وصف القرآن الكريم منطقة التقاء الكتل المائية "بالبرزخ" كما تضمنت تحديد العلاقة بين الكتل المائية وكائناتها الحية التي تعيش فيها وذلك "بالحجر المحجور". والبرزخ المائي هو منطقة تقع على مصبات الأنهار عندما يلتقي النهر مع البحر، أي عندما يلتقي الماء العذب بالماء المالح أو عندما يفصل بين البحار الملتقية ليحافظ كل بحر على خصائصه المميزة له. وكلمة "الحجر" يُقصد بها المكان الذي تنزل به مياه الأنهار فيحجزها الله عزّ وجلّ عن البحر ويجعلها منفصلة عنه تمامًا،  وهو يعرف علميًّا بمصب النهر. أما كلمة المحجور فتعني تلك الحياة المحجورة على نوع معين من الكائنات الحية المائية والتي تعيش في منطقة مصبات الأنهار بحيث لا يمكنها العيش في مياه البحار ولا في مياه الأنهار.

لقد توصل علماء البحار حديثا إلى اكتشاف الحواجز المتحركة المتعرجة بين البحار تبعا لاختلافها في درجة الحرارة وذلك عن طريق تقنية خاصة بالتصوير الحراري بواسطة الأقمار الصناعية. ولقد توصل علماء البحار بعد تقدم العلوم في هذا العصر إلى اكتشاف البرزخ المائي بين البحار أو ما يعرف بالحاجز بين البحرين، فوجدوا أن هناك برزخاً يفصل بين كل بحرين لكي يحافظ كل بحر على خصائصه التي قدرها الله له، ويكون مناسباً لما فيه من كائنات حية تعيش في تلك البيئة. ومع وجود هذا البرزخ فإن البحرين المتجاورين يختلطان اختلاطاً بطيئاً، يجعل القدر من المياه الذي يعبر من بحر إلى بحر آخر، ليبقى كل بحرٍ محافظاً على خصائصه.

أن القرآن الكريم الذي أنزل قبل أكثر من 1400 سنة قد تضمن معلومات دقيقة عن ظواهر بحرية لم تكتشف إلا حديثاً بواسطة الأجهزة المتطورة، ومن هذه المعلومات وجود حواجز مائية بين البحار لم يعرفها  الإنسان إلا حديثا.  ومن الجدير بالذكر أن النبي الكريم لم يرى أو يركب بحرا طوال حياته، فكيف حدد البرزخ المائي بهذه الدقة؟ إن هذا العلم الذي نزل به القرآن يتضمن وصفا لأدق الأسرار البحرية في زمن يستحيل على البشر فيه معرفتها ليدلّ على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان متصلا برب العزة سبحانه وتعالى.