1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. كان النبي ﷺ ينهي عن التفريق بين الطيور وأمهاتها

كان النبي ﷺ ينهي عن التفريق بين الطيور وأمهاتها

الكاتب : محمد صالح المنجد
28 2024/10/03 2024/10/18
المقال مترجم الى : English

وعن ابن مسعود قال :

كنا مع رسول الله ﷺ في سفر ، فانطلق لحاجته ، فرأينا حمرة معها فرخان ، فأخذنا فرخيها . فجاءت الحمرة فجعلت تفرش . فجاء النبي ﷺ ، فقال : " من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها " . ورأى قرية نمل قد حرقناها ، فقال : " من حرق هذه ؟ " . قلنا : نحن . قال : " إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار " (1).

" حمرة " طائر صغير كالعصفور .

" فجعلت تفرش " أى : ترفرفت بجناحيها ، وتقربت من الأرض .

قال الخطابي : في الحديث دلالة على أن تحريق بيوت الزنابير مكروهة ، وأما النمل فالعذر فيه أقل ؛ وذلك أن ضرر فيه ، وهو الطوال الأرجل لا يجوز قتله (2) .

ونهي عن رمي شئ من البهائم بالسهام وغيرها 

عن هشام بن زيد قال :

دخلت مع أنس على الحكم بن أيوم ، فرأى عليماناً أو فتياناً نصبوا دجاجة يرمونها . فقال أنس : " نهي النبي ﷺ أن تصبر البهائم " (3).

" أن تصبر " أي : تحبس ؛ لترمي حتي تموت .

وعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما

أنه دخل على يجيي بن سعيد وغلام من بني يحيي رابط دجاجة يرميها . فمشي إليها ابن عمر حتي حلها ، ثم أقبل بها و الغلام معه فقال : ازجروا غلامكم عن أن يصبر هذا الطير للقتل ؛ فإني سمعت النبي ﷺ نهي أن تصبر بهيمة أو غيرها للقتل (4).

وفي رواية عن سعيد بن جبير قال :

مرابن عمر بفتيان من قريش قد نصبوا طيراً وهم يرمونه ، وقد جعلوا الصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم ، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا . فقال ابن عمر : من فعل هذا ؟ لعن الله من فعل هذا . إن رسول الله ﷺ لعن من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً (5).

وفي رواية :

" لعن الله من مثل بالحيوان " (6).

وعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما أن النبي ﷺ قال :

" لا تتخذو شيئاً فيه الروح غرضاً " (7).

قال النووى : " أى : لا تتخذوا الحيوان الحي غرضاً ترمون إليه ، كالغرض من الجلود وغيرها ، وهذا النهي للتحريم ، ولهذا قال النبي ﷺ في رواية ابن عمر التى بعد هذه : " لعن الله من فعل هذا " ،  ولأنه تعذيب للحيوان ، وإتلاف لنفسه ، وتضيع لماليته ، وتفويت لذكاته إن كان مذكى ، ولمنفعته إن لم يكن مذكى " (8).

المراجع

  1. رواه أبو دواد [ 2675 ] وصححه الألباني في الصحيحة [ 487 ].
  2.  عون المعبود [ 240/7 ]. 
  3.  رواه البخارى [ 5513 ] ومسلم [1956 ].
  4.  رواه البخارى [5514 ].
  5.  رواه البخارى [5515 ] ، ومسلم [ 1958 ]. 
  6.  رواه النسائي [ 4442 ]، وصححه الألباني في صحيح الجامع [ 5113 ]. 
  7.  رواه مسلم [ 1957 ]. 
  8.  شرح النووى على صحيح مسلم [ 108/13 ].

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day