البحث
وكان النبي ﷺ يشير على النساء في أمور الزواج ، ورشدهن للزوج الأفضل
عن فاطمة بنت قيس قالت :
إن زوجها طلقها ثلاثاً ، فلم يجعل لها رسول الله ﷺ سكنى ولا نفقة . قالت : فقال لي رسول الله ﷺ : " إذا حللت فأذنيني " . فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان ، وأبا جهم خطباني . فقال رسول الله ﷺ : " أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه (1)، وأما معاوية فصعلوك لا مال له (2) ، انكحي أسامة بن زيد " . فكرهته ، ثم قال : " انكحي أسامة " . فقالت : بيدها هكذا : أسامة ، أسامة . فقال لها رسول الله ﷺ : " طاعة الله وطاعة رسوله خير لك " . قالت : فتزوجتة ، فجعل الله فيه خيراً ، فاغتبطت (3).
قال النووى : " وأما إشارته ﷺ بنكاح أسامة فلما علمه من دينه ، وفضله ، وحسن طرائفه ، وكرم شمائله ، نصحها بذلك .
فكرهته لكونه مولى ، وقد كان أسود جداً ، فكرر عليها النبي ﷺالحث على زواجه لما علم من مصلحتها في ذلك وكان كذلك ، ولهذا قالت : " فجعل الله لي فيه خيراً فاغتبطت " (4).
وقال ابن عثيمين : " ذكر هذين الرجلين بما يكرهان ، لكن من باب النصيحة ، لا من باب نشر العيب والفضيحة ، وفرق بين هذا وهذا .
وكذلك لو جاء إنسان يستشيرك قال : أطلب العلم عند فلان ؟ وأنت تعلم أن فلاناً ذو منهج منحرف ، فلا حرج عليك أن تقول له : لا تطلب العلم عنده .
مثل أن يكون فى عقيدته شئ أو في فكره شئ أو في منهجه شئ ، وتخشى أن يؤثر على هذا الذي جاء يستشيرك أيطلب العلم عنده أم لا ؟ وجب عليك أن تبين له ، تقول : لا تطلب العلم عند هذا ، هذا في كذا وكذا " (5).
المراجع
- العاتق هو ما بين العنق والمنكب ، والمقصود أنه كثير الضرب للنساء .
- الصعلوك : الفقير الذى لا مال له .
- رواه مسلم [ 1480 ] .
- شرح النووي على صحيح مسلم [ 98/10 ].
- سرح رياض الصالحين [ 110/6 ].