البحث
متى تستفيق أمتنا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين أما بعد
متى تستفيق أمتنا؟
أقدمت القناة العاشرة اليهودية على تطاول وإساءة متعمدة لنبي الله ورسوله وكلمته المسيح عليه السلام، وأمه العذراء البتول عليها السلام، فما كان من رئيس الكنيسة الكاثوليكية إلا أن تقدم باحتجاج رسمي لحكومة الكيان الغاصب في فلسطين على هذا البرنامج القبيح والسفيه. وتلخص رد الفعل بثلاث خطوات واضحة :
- سحب المقطع المسيء من الموقع الالكتروني .
- إيقاف البرنامج عن مواصلة عرضه للحلقة الثالثة منه.
- إعتذار قدمه رئيس وزراء الكيان الصهيوني الغاصب لبابا الفاتيكان.
وحول هذا الحدث وما تبعه من رد فعل وما أعقبه من مواقف فاني أسجل النقاط التالية :
1- إن ما أقدم عليه هؤلاء من تهكم واستهزاء بالسيد المسيح عليه السلام، يبين بشكل واضح عداوة هؤلاء
لأنبياء الله ورسله، ومحاولاتهم الحثيثة والجادة لصد الناس عن دينهم حتى يخلو الجو لهم، ويحققوا ما
يطمحون إليه من سيطرة على العالم، وإثبات أنهم شعب الله المختار، وأنهم دون سواهم على شيء. وعلينا
أن لا ننسى الإساءة السابقة، والتي أرادوا من خلالها النيل من مقام نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
والتي جاءت على شكل رسومات (كاركاتورية) ساخرة، وتولّت الدانمرك يومها كبر ذالك، ولا ننسى أن المحرر الثقافي للجريدة التي نشرت تلك الرسومات هو يهودي(فليمنج روزي) وأذكر أننا يومها أطلقنا صيحة تحذير وصرخة نذير، وقلنا اليوم تطاولوا على نبينا وغدا على المسيح فلنتنبه ولنتصدى لهذه المحاولات الآثمة،
فالجهة المعتدية واحدة وغايتها واحدة ...!
2-إننا ومن منطلق الإيمان بجميع رسل الله والتزامنا بأن (لا نفرق بين أحد من رسله) فاننا نستنكر وبشدة الاعتداء الآثم على مقام نبي الله وأمه العذراء عليهما السلام، ويؤلمنا جدا ما أقدم عليه هؤلاء المجرمون كما آلمنا فعلهم إزاء نبينا صلى الله عليه وسلّم. ونستنكر اليوم الإساءة كما استنكرنا الاعتداء الآثم من قبل على حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
3-الواجب على العالم الغربي الذي يدعي أنه مسيحي أن يعيد النظر في موقفه الداعم للكيان الصهيوني، لان هذا الكيان لا يكنّ لهم إلا الحقد والكراهية، وهو الآن يستغلهم ويستفيد من دعمهم ضد من صور لهم أنهم الأعدء الحقيقيون لهم وهم المسلمون. لكن واقع الأمر أن اليهود يعادون الجميع، لكنهم أقنعوا بعض النصارى أن المسيح لن يعود للأرض (لينشر فيها السلام) حتى يكون اليهود هم السادة على ارض الميعاد (فلسطين) كما كانوا عند مولده ومبعثه.
وللأسف فانه رغم العداوة التقليدية بين أتباع الديانتين على خلفية أن اليهود قد صلبوا المسيح (وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) إلا أن رئاسة الكنيسة قد برأتهم من ذلك فجاءت المكافأة من هؤلاء بمحاولة إيذائه
وهو عند ربه بعد أن رفعه الله إليه.
4-لا بد من الوقوف على نقطة هامة وهي أن الإساءة لم تقع من الكيان الغاصب (مباشرة) كما أنها لم تقع بالأمس من حكومة الدانمرك، بل وقعت في كِلا الحالتين من وسيلة إعلامية.
ولكن الفرق أنه أيام الإساءة لنبينا محمد وبعد مطالباتنا بالإعتذار عن هذه الفعلة إلا أنه قد أعطانا الكثير دروسا في (الديموقراطية) و(حرية الرأي والتعبير) وعاب العالم كلّه علينا. وقالوا لنا كيف تطالبون الدانمرك بالاعتذار. بينما نجد اليوم ومع الشبه الكبير في الحالتين أن رأس الكنيسة طالب بالإعتذار وبكل صراحة. وقد استجيب لطلبه. ولم يقل له نحن لا نستطيع الاعتذار عن عمل الإعلام (كما قيل لنا بالأمس).
فما هو الفارق إذن!؟
إنه الفارق الوحيد وهو أنه ليس لنا(بابا)!؟ وإلا فإننا لو كنا جادين في مطلبنا وثبتنا عليه لكان الحال غير الذي كان .
فمتى تستفيق أمتنا من وهدتها وتعتز بدينها وتفرض احترامه على العالم كله. ولنعلم أننا إن لم نفعل ذلك فنحن شركاء في صنع هذا الواقع المرير...!
فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ....
ونسأل الله عز وجلّ أن يعزّ دينه وكتابه ورسله وأوليائه إنه جواد كريم.
رائد شفيق حليحل
مدير معهد الأمين للعلوم الشرعية ومؤسس اللجنة الأوربية لنصرة خير البرية
,