البحث
الليلة الثامنة معركة البويب -الجزء الثاني
الليلة التاسعة معركة البويب -الجزء الثاني
سنة ثلاث عشرة من الهجرة
تسلم القائد المثنى بن حارثة القيادة ووقف على الجسر وقال للناس : " على هِنّتكم فأني واقف على فم الجسر لاأجوزه حتى لايبقى منكم أحد هنا " وأشرف على عبور المسلمين جميعا .
وبهذا يكون قد أنقذ الجيش الذيي قتل عدد كبير منه في تلك المعركة ,فلما وصل الأمر إلى عمر حزن أشد الحزن على قتل المسلمين ولم يؤنب من فرّ إلى المدينة من المقاتلين ,ومن ذاك الوقت والمثنى بن حارثة هو قائد الجيش الإسلامي .
أرسل الفاروق الإمدادت لجيش المثنى في العراق وكذا من البلاد القريبة من العراق حتى كثر الجيش وقوى ,سمع أمراء فارس بمقدم هذه الجموع وكثرة العدد فبعثوا جيشا آخر بقيادة مهران وإلتقى الجيشان في البويب قرب موقع الكوفة لايفصل بينهم إلا الفرات ,أرسل مهران إلى المثنى يقول : " إما أن تعبروا إلينا أو نعبر إليكم ,وكان طبيعيا أن يطلب المثنى منهم العبور بعد الذي حدث في موقعة الجسر ,فعبر الفرس وتقابل الفريقان في شهر رمضان ,فأمر المثنى رجاله أن يفطروا ليكونوا أقوى في القتال فأفطروا لأمر قائدهم .
قال لهم :إني مكبر ثلاث تكبيرات فتهيأوا ,فإذا كبرت الرابعة فإحملوا ,فقابلوا قوله بالسمع والطاعة والقبول ,فلما كبر أول تكبيرة عاجلتهم الفرس فاقتتلوا قتالا شديدا ,ورأى المثنى في بعض صفوفه خللا ,فبعث إليهم رجلا يقول :الأمير يقرأ عليكم السلام ويقول لكم لاتفضحوا العرب فاعتدلوا ,أخذ المثنى ينادي فيهم ويقول: يامعشر المسلمين ,عاداتكم انصروا الله ينصركم " وأخذ المسلمون يدعون له بالظفر والنصر.
اشتد القتال بين الفريقين فطلب المثنى من مجموعة قوية من رجاله حماية ظهره فقاتل مهران حتى أخرجه من موقعه وحمل غلاما على مهران فقتله ,فإنهزم جيش الفرس وقطع المثنى عليهم الجسر وعادوا للقتال فقتل عدد كبير منهم ,وغرق البعض في الفرات ,ندم المثنى أنه لم يترك للعدوا طريق للعودة عن القتال ,وكان النصر حليف المسلمين في هذه المعركة .
عدد قتلى الفرس عشرات الآلاف ,وغنم المسلمين مغانم كثيرة ,وبعثوا البشارة والأخماس إلى الفاروق ,واصلت بعض الفرق طريقها إلى وصلت إلى بغداد وكانت قرية صغيرة وإلى تكريت شمالا ,وإلى قرب المدائن .قاد المثنى رضي الله تعالى عنه المعركة وهو يعاني من الجراح التي أصيب بها في معركة الجسر ,ومع هذا صبر وكان يشجع الجيش ويقول :قاتلت العرب والعجم في الجاهلية ,ولمائة من العجم في الجاهلية أشد من ألآف العرب في الجاهلية ,ولمائة اليوم من العرب أشد من ألآف الفرس لإن الله تعالى أذلهم وأعلى شأن المسلمين .
وكان بعد أيام من معركة البويب توفي الصحابي المثنى بن حارثة رضي الله تعالى عنه متأثرا بجراحه وهو ينتظر وصول الجيش الكبير بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنهما .