1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وقد اتخذ النبي مع نسائه أسلوب الهجر، فبعد حادثة المطالبة بالنفقة وقصة العسل، اعتزل النبي نساءه شهراً.

وقد اتخذ النبي مع نسائه أسلوب الهجر، فبعد حادثة المطالبة بالنفقة وقصة العسل، اعتزل النبي نساءه شهراً.

الكاتب : محمد صالح المنجد
540 2022/12/20 2022/12/20
المقال مترجم الى : English

قال ابن حجر: "يحتمل أن يكون مجموع هذه الأشياء كان سبباً لاعتزالهن. وهذا هو اللائق بمكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم، وسعة صدره وكثرة صفحه، وأن ذلك لم يقه منه حتى تكرر موجبه منهن، صلى الله عليه وسلم ورضي عنهن

فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه سأل عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله عز وجل لهما:

{إِن تَتُوبَآ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ }

[التحريم: 4]

فقال: واعجبني لك يا ابن عباس، عائشة وحفصة.

ثم استقبل عمر الحديث يسوقه.

فقال: كنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوماً تعلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم.

قال: وكان منزلي في بني أمية بن زيد بالعوالي، فتعضبت يوماً على امرأتي، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني. [أي: تراددني في القول وتناظرني فيه]

فقالت: ما تنكر أن أراجعك، فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل. [فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بسيرة الأنصار في نسائهم وترك سيرة قومه]

فانطلقت، فدخلت على حفصة، فقلت: أتراجعين رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقالت: نعم.

فقلت: أتهجره إحداكن اليوم إلى الليل.

قالت: نعم.

قلت: قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر، أفتأمن إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هي قد هلكت؟

لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تسأليه شيئاً، وسليني ما بدا لك، ولا تغرنك أن كانت جارتك هي أوسم، وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك، يريد عائشة.

قال: وكان لي جار من الأنصار فكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوماً وأنزل يوماً، فيأتيني بخير الوحي وغيره، وآتيه بمثل ذلك، وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل لتغزونا

فنزل صاحبي، ثم أتاني عشاء، فضرب بأبي ثن ناداني، فخرجت إليه فقال: حدث أمر عظيم.

قلت: ماذا؟ أجاءت غسان؟

قال: لا، بل أعظم من ذلك وأطول، طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه

فقلت: قد خابت حفصة وخسرت، قد كنت أظن هذا كائناً.

حتى إذا صليت الصبح شددت علي ثيابي، ثم نزلت، فدخلت على حفصة وهي تبكي.

فقلت: أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فقالت: لا أدري، ها هو ذا معتزل في هذه المشربة.

فأتيت غلاماً له أسود فقلت: استأذن لعمر.

فدخل ثم خرج إلي فقال: قد ذكرتك له فصمت.

فانطلقت حتى انتهيت إلى المنبر، فجلست، فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم، فجلست قليلاً ثم غلبني ما أجد.

ثم أتيت الغلام فقلت: استأذن لعمر

فدخل، ثم خرج إلي، فقال: قد ذكرتك له، فصمت.

فوليت مدبراً، فإذا الغلام يدعوني، فقال: ادخل؛ فقد أذن لك.

فدخلت، فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو متكئ على مل حصير، قد أثر في جنبه، متكئ على وسادة من أدم حشوها ليف.

فسلمت عليه، ثم قلت وأنا قائم: طلقت نساءك؟

فرفع رأسه إلي وقال: "لا"

فقلت: الله أكبر.

ثم قلت: وأنا قائم استأنس: لو رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوماً نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة، وجدنا قوماً تعلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يتعلمن من نسائهم فتغضبت على امرأتي يوماً، فإذا هي تراجعني، فأنكرت أن تراجعني.

فقالت: ما تنكر أن أرجعك فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه، وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل.

فقلت: قد خاب من فعل ذلك منهم وخسر، أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا هي قد هلكت؟

فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم قلت: لو رأيتني، ودخلت على حفصة، فقلت: لا يغرنك أن كانت جارتك هي أوضأ منك، وأحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم منك.

فتبسم أخرى.

فجلست حين رأيته تبسم

فقلت: استأنس يا رسول الله.

قال: "نعم"

فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه، وحتى كشر فضحك، وكان من أحسن الناس ثغرا صلى الله عليه وسلم.

فجلست، فرفعت رأسي في البيت، فوالله ما رأيت فيه شيئاً يرد البصر إلا أهبا ثلاثة.

فقلت: ادع الله يا رسول الله أن يوسع على أمتك فقد وسع على فارس والروم، وهم لا يعبدون الله.

فاستوى جالساً ثم قال: "أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في الحياة الدنيا".

فقلت: استغفر لي يا رسول الله

وكان أقسم أن لا يدخل عليهن شهراً من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه الله عز وجل.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: آلي رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه،، فأقام في مشربة تسعاً وعشرين ليلة، ثم نزل.

فقالوا: يا رسول الله آليت شهراً.

فقال: "إن الشعر يكون تسعاً وعشرين.

"آلى" قال النووي: "ومعناه: حلف لا يدخل عليهن شهراً، وليس هو من الإيلاء المعروف في اصطلاح الفقهاء، ولا له حكمه.

وأصل الإيلاء في اللغة: الحلف على الشيء، وصر في عرف الفقهاء مختصاً بالحلف على الامتناع من وطء الزوجة"

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day