البحث
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يراعي الصفات الخاصة لكل واحد من أصحابه، فيعاملهم بمقتضى ذلك
وقد راعى صفة الغيرة في عمر: كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قالك "بينا أنا نائم، رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر. فقلت: لمن هذا القصر؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك، فوليت مدبراً". فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟
وفي الحديث ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من مراعاة الصحبة.
وفيه: فضيلة ظاهرة لعمر.
وفيه: الحكم لكل رجل بما يعلم من خلقه.
وراعي الحياء في عثمان، كما قالت عائشة رضي الله عنها:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعاً في بيتي، كاشفاً عن فخذيه، أو ساقيه. فاستأذن أبو بكر، فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث. ثم استأذن عمر، فأذن له وهو كذلك، فتحدث. ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوى ثيابه، فدخل فتحدث. فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر، فلم تهتش له، ولم تباله، ثم دخل عمر، فلم تهتش له، ولم تباله، ثم دخل عثمان، فجلست، وسويت ثيابك؟! فقال: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟!"
فيه: فضيلة ظاهرة لعثمان، وجلالته عند الملائكة، وأن الحياء صفة جميلة من صفات الملائكة".