البحث
استعانته صلى الله عليه وسلم بربه على أعداءه
ثامناً: استعانته صلى الله عليه وسلم بربه على أعداءه:
كان صلى الله عليه وسلم عندما تأزمه الأمور يتجه إلى الله:
" اللهم عليك بعمرو بن هشام وعتبة بن ربيعة . وشيبة بن ربيعة و الوليد بن عتبة . وأمية بن خلف وابن ابى معيط و عمارة بن الوليد ويقول : اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحاول أن تكذب رسولك : اللهم فنصرك الذى وعدتنى " .
وفى مواقف الرحمة يقول :
" اللهم أذقتَ أول قريش نكالا فأذق آخرهم نوالاً " [1]
وأخيرا ً: بعض الشبهات والرد عليها :
ذهب بعض الفقهاء إلى أنه يصح هدم البناء وقطع الأشجار واحتجوا بما يلي:
أ – قوله تعالى:<مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ> سورة الحشر-5
الجواز قطع النخل وفُسرت اللينة بالنخلة، فهذا يسوِّغ على سبيل
ب - أن المؤمنين خربوا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بيوت بني النضير، وذكر القرآن فيهم أنهم يخربون بيوتهم
بأيديهم وأيدي المؤمنين
ج- أنه عليه الصلاة والسلام أمر - فيما يروى-بتحريق قصر مالك بن عوف، وكان أمير الجيوش بالطائف، وأمر برمي حصن ثقيف بالمنجنيق.
د-أنه عليه السلام أمر بقطع كروم ثقيف، وقد ذكر في السيرة أنهم عجوا عند إرادة قطعها، وقالوا كيف نعيش بعد
هذه بعض الأدلة التي عوَّل عليها بعض الفقهاء في التدمير وجواز التخريب،
ولكن هذه الأدلة لا تسلم من الأخذ والرد وليست موضع إجماع على جواز التدمير،
ففي الدليل الأول: ليس المراد باللينة النخلة، وإنما المراد بها الثمرة، والنص القرآني
يفيد ذلك إذ يقول: (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله)
، ولا يمكن فرض قيامها على أصولها إلا إذا كانت هي الثمرة، لا أصل النخلة، وقطع الثمرة لا يعد تخريبا، وأما تخريب بيوت بني النضير فلأنهم اتخذوها حصونا واعتصموا بها وأنزلوا الأذى بالمسلمين، فكان لابد لزوال أذاهم من تخريبها، أو محاولة تخريبها، فليس في تخريب بيوت بني النضير ما يؤدي إلى إباحة التخريب.
ولأن ثقيف اعتصموا بحصونهم كان لابد من إنزالهم منها، وقد كانوا قوماً غلاظاً أشداء فيهم قسوة
فكان لابد أن يصل الجيش إلى حصونهم ليصل إليهم، فليس تخريب الحصون لذات التخريب، وإنما هو لإضعاف قوة العدو
وأما الدليل الرابع وهو قطع كروم الطائف، فلأن أهل الطائف كانوا يتخذون منها الخمر، والنبي صلى الله عليه وسلم أمر بالقطع وذلك ليحملهم على التسليم وحقن الدماء بدل الاستمرار على القتل والقتال ولذلك سلموا لمجرد أن رأوا النبي، صلى الله عليه وسلم، قد أمر بالقطع، ولم يقطع وظنوا أن المسلمين ينفذون أمر نبيهم فتلك الأدلة التي يأخذ بها بعض الفقهاء في جواز التخريب لا تسلم لهم وتؤكد أن الحرب الإسلامية لا تعرف هدماً ولا قطعاً للشجر اللهم إلا إذا كان لا مناص من التخريب ذلك فيكون قطع الشجر وتخريب العمران مقصور على الضرورة ، وليس الأصل في الحرب والهدم[2]
ومن ثم ، فإن ما جاء بهذا الفصل يرد على استفسار يدور بأذهان بعض الغربيين المعاصرين ؛ كما جاء على أحد مواقع الشبكة العالمية للمعلومات[3] ،وفيما يلي هذا الاستفسار:
is it true that an “infidel” is a non-believer (like me)? if so, is it true that the qur’an actually instructs muslims to kill non-believers to guarantee them a place in heaven?
وترجمة الاستفسار: "هل صحيح أن "الكافر" هو غير مؤمن (مثلي)؟ إذا كان الأمر كذلك ، فهل صحيح فعلا أن القرآن يأمر المسلمين بقتل غير المؤمنين لكي يضمنوا لهم مكانا في الجنة؟" انتهى الاستفسار.
لقد ظن من توجه بهذا الاستفسار أن الإسلام أمر بقتل غير المؤمنين بالإسلام لمجرد أنهم لا يؤمنون به أو لأنهم غير مسلمين .
مع أن الآية رقم 2من سورة المائدة تنهى المسلمين عن قتال المشركين الذين صدوهم من قبل عن المسجد الحرام ، وتأمرهم بأن يتركوهم ليقيموا شعائرهم الخاصة بهم ويذبحون عند البيت الحرام
، فعن ابن عباس: أن المشركين كانوا يحجون البيت ويهدون الهدايا ويعظمونه الشعائر وينحرون ، فأراد المسلمون أن يُغيروا عليهم فنزلت الآية : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُالعقاب}المائدة -2
كما كرر الله تعالى الأمر بالعدل مع الأعداء في نفس السورة -ليؤكد المعنى- قائلاً : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَاتعمَلون}المائدة-8
أي: "ولا يحملنكم شدة بغضكم للأعداء على ترك العدل فيهم ، والاعتداء عليهم، فالعدل مع من تبغضونهم اقرب لتقواكم لله المطلع على أعمالكم والذي سوف يجازيكم عليها "
وفي غزوة مؤتة التي خرج فيها المسلمون تأديباً لشرحبيل بن عمرو الغساني-عامل هرقل على بصرى- الذي قتل سفير رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يحمل رسالة إلى هرقل وانتقاماً لكرامة المسلمين، أنظروا إلى الرسول القائد العظيم بمَ يوصيهم وهم ذاهبون للانتقام :( اغزوا باسم الله وفي سبيل الله ، وقاتلوا من كفر بالله . اغزوا ولا تغدروا ، ولا تغلوا ولا تمثّلوا ، ولا تقتلوا وليدا ولا أصحاب الصوامع )رواه أحمد وغيره من أصحاب السنن
كما أمرالإسلام المسلمين ببر من أحسن إليهم من الأعداء فلم يقاتلهم ولم يخرجهم من ديارهم ؛ والدليل قول الله سبحانه: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} الممتحنة-8
كما أمر الإسلام المسلمين بالوفاء بالعهود مع الأعداء ما وفوا معهم، حيث قال تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} التوبة -4، كما حرم النبي صلى الله عليه وسلم قتل المعاهِد من الكفار ، فقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح: (من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة) هذا هو التعامل مع الكفار على ضوء الكتاب والسنة وهو تعامل يتضمن حفظ الدين وحفظ ذمة المسلمين, وكذلك يجوز للمسلمين التعامل مع الكفار بالبيع والشراء والاتجار المباح، كما أباح الله لنا الاستفادة من خبرات الكفار. وكل هذه الأمور مع البغض لهم في القلوب لان الله يبغضهم. قال تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} (البقرة 98). وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَالسَّبيل}الممتحَنة -1.
ولا يجوز الخلط بين ما أباح الله وما حرم الله في حق الكفار بل لابد من التفصيل والبيان. قال الأستاذ ابو السمح: "فنحن وهم خلفاء الله في الأرض لإعمارها ومعرفة أسرار الكون وتطويعها دون تفرقة"[4]
ولم يتوقف الأمر عند حد العدل مع الكفار المسالمين إنما تجاوز الاذن بالإحسان إليهم ومعلوم إن الإحسان أعلى مرتبة من العدل كما قال الله جل وعلا :((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) (النحل -90) فالعدل أن تقابل السيئة بالسيئة والحسنة بالحسنة وأما الإحسان فهو مقابلة السيئة بالحسنة فالكافر المسالم حتى لو كان مسيئاً إليك في أقواله أو أفعاله فيجوز لك شرعاً أن تقابل السيئة بالحسنة من باب الفضل لا من باب العدل وهذا ما كان عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم - مع اليهود والنصارى ومشركي العرب في المدينة المنورة وكم من يهودي ونصراني ومشرك اسلم بسبب فضله وإحسانه -صلى الله عليه وسلم - وهي صفة له مذكورة في التوراة كما شهد بها يهودي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال : والله أنها لصفتك في التوراة لا تقابل السيئة بالسيئة واسلم بعد ذلك. وفي أثر رواهُ البخاري عن عبد الله بن عمروُ بن العاص - رضي الله عنه - انه كان يقرأ العبرية وقرأ فيما قرأ من وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم – في (انه لا يقابل السيئة بالسيئة ولكنه يعفو ويصفح) الشاهد : أننا كمسلمين مأمورون شرعاً وديناً بالقسط مع الكفار المسالمين والإحسان إليهم كما ورد في الحديث الذي رواه الإمام احمد في مسنده والشيخان في الصحيحين من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنه قالت: قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش إذا عاهدوا ، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ، أن أمي قدمت وهي راغبة ، أفأصلُها ؟ قال:(نعم) صلي أمك. وروى الإمام أحمد من حديث عبد الله بن الزبير، قال قدمت قُتيلة على ابنتها أسماء ابنة أبي بكر الصديق بهدايا: صنباب وقرض وسمن، وهي مشركة ، فأبت أسماء أن تقبل هديتها وتدخلها بيتها ، فسألت عائشة النبي - صلى الله عليه وسلم - فانزل الله قوله : ((لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ))(الممتحَنة -8) ، فأمرها أن تقبل هديتها، وان تدخلها بيتها[5]
ولذلك فالناس في عُرف القرآن -كتاب الإسلام -مختلفون كما أن المؤمنين ؛درجات فمنهم الظالم لنفسه، ومنهم المقتصد، ومنهم السابق بالخيرات(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (هود: 118)، وهكذا يعرف الاختلاف هنا على أنه التباين في الرأي والمغايرة في الطرح فهو دليل على سلامة المجتمع وتفاعل أفراده وتكاملهم.
أما الجدال: هو أقوى من الحوار وذلك لاعتداد أحد المخالفين أو كليهما برأيه أو موقفه وحاول الدفاع عنه أو إقناع الآخر به، بل والأكثر أن يحاول حمل الآخر عليه. ويعرف في اللغة كما جاء في المفردات للراغب الأصفهاني: هو المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة، وأصله من جدلت الحبل أي أحكمت فتله، ومنه الجدال أي كأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه. قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)(النحل-125) (وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ)الحج 68
و لقد تبنى الإسلام الرحمة كمنهج مهم عند التحاور مع المخالف حتى مع أشد المخالفين طغياناً وبغياً كما ضرب الله لنا مثلاً في توجيهه سبحانه لموسى وهارون حين أرسلهما لمخاطبة فرعون الذي ملأ الأرض ظلماً قال سبحانه: (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى*فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) (طه:43-44)، وكذلك أرشد سبحانه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)آل عمران:159. فالغاية هي الوصول إلى الحق وتحقيق العدل ونشر الأمن والسلام والرحمة بين الناس
ترسيخ منهجية (قُل هاتوا برهانكم) فلا يكن الحوار مثمراً في مجال معرفة الحق إلا إذا كان قائماً على البراهين والأدلة (ءإلهٌ مع الله؟! قُل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) النمل: 64، (وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) القصص: 75. وهنا يرسخ الإسلام معاني أدب الاختلاف الصحيح بالمطالبة بالدليل من جميع الأطراف، حيث يطرح الإسلام منظومته خاصة في مجال الأفكار ونطاق المنهج العقلي من خلال طرح الفروض المحتملة وإسقاط الفروض الخاطئة وإبقاء الصحيح منها من خلال منهج النفي والإثبات العقلي أو منهج عرض الأفكار ،والأفكار المضادة، واتخاذ مختلف السبل السلمية في الوصول إلى الحق.
وأخيراً: فلنتأمل قول الله تعالى : (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الممتحنة:8. "[6]
وبنفس الكلمات السابقة نرد على "آخر الهجمات العنصرية التي كشفتها دراسة حديثة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الأيسسيكو" والتي أكدت الصور السلبية التي ترسمها الولايات المتحدة لأبنائها تجاه المسلمين والعرب على المستوى التعليمي، حيث قامت بتغيير مناهجها مؤخراً ، تُصور فيها المسلمين على أنهم سفاحون وإرهابيون ومحاربون متطرفون ومضطهدون للمرأة ويعتنقون الجهاد والحرب المقدسة!"[7]
--------------------------------------------------------------------------------
أنور الجندي . أقباس من السيرة العطرة ،ص113[1]
[2]حماية الشريعة للبيئة في حال الحرب.- مجلة الوعي الإسلامي ، ع 493، 23/1/2006 ، متاح في:
[3]https://www.readingislam.com/se...
[4]صالح بن فوزان بن عبد الله آل فوزان.مناهجنا الدراسية لا تعلم التكفير والإرهاب ، مقال متاح على :
[5]عبد المنعم البدراني. القول المبين في وجوب ا لتفريق بين المسلمين والمحاسبين، متاح في:
[6]زينب العلواني. آداب الاختلاف في الإسلام ، متاح في:
[7]عبد الرحمن أبو عوف. المناهج الأمريكية : العرب بدو يعشقون الدماء ، 21/5/2003 متاح في: