البحث
ريح الجنة ومن مسيرة كم ينشق
12902
2011/10/18
2024/12/21
ريح الجنة ومن مسيرة كم ينشق :
للجنة ريحٌ طيبة,وجاءت السنة بإثبات ذلك,وأن بعض الذنوب تحرم صاحبها رائحة الجنة ، وتأمل في الأحاديث الآتية بعين البصيرة وأمْعِنِ النظر فيها واجعل لها من سمعك مسمعا وفي قلبك موقِعاً عسى الله أن ينفعك بما فيها من غرر الفوائد ، ودرر الفرائد .
(حديث أبي هريرة في صحيح مسلم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صنفان من أهل النار لم أرهما : رجالٌ معهم سِياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس و نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ رءوسهنَّ كأسنمةِ البُخْتِ المائلة لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها و إن ريحَها لتوجد من مسيرة كذا و كذا .
البخت : واحدتها البختية وهى الناقة طويلة العنق ذات السنامين .
( حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيح البخاري ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما).
(حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في السلسلة الصحيحة ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :من قتل نفسا معاهدة بغير حقها ، لم يرح رائحة الجنة ، وإن ريح الجنة توجد من مسيرة مائة عام .
( حديث أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه الثابت في صحيح النسائي ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدَةً بِغَيْرِ حَقِّهَا لَمْ يَرَحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ مِائَةِ عَامٍ.
( حديث أبي هريرة رضي الله عنه الثابت في صحيح الترمذي ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا من قتل نفسا معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله فقد أخفر بذمة الله فلا يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين خريفا .
تنبيه :لا خلاف بين هذه الأحاديث فى ذكر المسافات التى يُشم منها رائحة الجنة, فإن ذلك يكون بحسب الجنات التى يدخلها المؤمن بقدر عمله وحسب درجته فإن رائحة الفــردوس الأعلى تفوق رائحة أدنى أهل الجنة منزلة, لذلك تتفاوت الروائح والأبعاد الى تشم منها.
[*]قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه حادي الأرواح :
قــد أشهد الله سبحانه عباده فى هذه الدار آثاراً من آثار الجنة وأنموذجاً منهــا من الرائحة الطيــبة, واللذات المشتــهاة, والمناظر البهية, والفاكهة الحسنة, والنعيم والسرور.
وقــال: وريح الجنة نوعــان: ريح يوجد منهــا فى الدنيــا تشمّه الأرواح أحياناً لا تدركه كل العــباد كما قال أحد أصحاب النبى يوم أحد » واهاً لريح الجنة أجده دون أحد» ] رواه البخارى ومسلم, قــال: وريح يدرك بحاسة الشم للأبدان كــما تشم روائح الأزهار وغــيرها, وهذا يدركه من شاء الله من أنبيائه ورسله, وهذا الذى وجده أنس بن النضر يوم أحد [ .
تنبيه : مسافات الآخرة لا يقاس بالأمتار, ولا بسرعة الضوء, إنها مسافات يفوت الخيال إدراكها, فهي فوق ما يخطر ببال أو يدور في الخيال ، فإذا كنا فى الدنيا قد آمنا أن مخلوقًـا قال لسيدنا سليمان النبى عليــه الصلاة والســلام: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ] النمل: 40 [ وأحضر عرش بلقيس فعلاً في أقل من غمضة عين, كما أننا آمنا كما آمن أبو بكر الصديق رضى الله عنه أن النبى أسرى به إلى بيت المقدس, وأعرج به إلى آفــاق سدرة المنتهى ثم رأى مـــا رأى وعاد وفراشه لم يبرد, فكيف لا نؤمن بمسافات (كن فيكون).