البحث
الآيات ١٨٢ ، ١٨٣ و ١٨٤ من سورة البقرة
نكمل علي بركة الله حفظ سورة البقرة ، الآيات ١٨٢ ، ١٨٣ و ١٨٤
فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ۚ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)
كيف نقرأها :
https://media.rasoulallah.net/quran/mshary/002182.mp3
https://media.rasoulallah.net/quran/mshary/002183.mp3
https://media.rasoulallah.net/quran/mshary/002184.mp3
معاني الكلمات :
{ جنفاً أو إثماً } : الجنف : الميل عن الحق خطأً ، والإِثم تعمد الخروج عن الحق والعدل .
{ كُتِبَ } : فرض وأثبت .
{ الصيام } : لغة الامساك والمراد به هنا الامتناع عن الأكل والشرب وغشيان النساء من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .
{ أياماً معدودات } : تسعة وعشرون أو ثلاثون يوماً بحسب شهر رمضان .
{ فعدة من أيام أخر } : فعلى من أفطر لعذر المرض أو السفر فعليه صيام أيام أخر بعدد الأيام التي أفطر فيها .
{ يطيقونه } : أي يتحملونه بمشقة لكبر سن أو مرض لا يرجى برؤه .
{ فدية طعام مسكين } : فالواجب على من أفطر لعذر مما ذكر أن يطعم على كل يوم مسكيناً ، ولا قضاء عليه .
{ فمن تطوع خيراً } : أي زاد على المدين أو أطعم أكثر من مسكين فهو خير له .
{ وأن تصوموا خير لكم } : الصيام على من يطيقه ولو بمشقة خير من الافطار مع الطعام .
التفسير :
في الآيه ( 182 ) أخبر تعالى أن من خاف من موصٍ جنفاً أو ميلاً عن الحق والعدل بأن جار في وصيته بدون تعمد الجوز ولكن خطأ أو خاف إثماً على الموصى حيث جار وتعدى على علم في وصيته فأصلح بينهم أي بين الموصي والموصى لهم فلا إثم عليه في إصلاح الخطأ وتصويب الخطأ والغلط ، وختم هذا الحكم بقوله : { إن الله غفور رحيم } وعداً بالمغفرة والرحمة لمن أخطأ غير عامد .
و معنى الآيتين ( 183 و 184 ) لما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأصبحت دار إسلام أخذ التشريع ينزل ويتوالى ففي الآيات السابقة كان حكم القصاص والوصية ومراقبة الله في ذلك ، وكان من أعظم ما يكون في المؤمن من ملكة التقوى الصيام فأنزل الله تعلى فرض الصيام في السنة الثانية للهجرة فناداهم بعنوان الايمان يا آيها الذين آمنوا وأعلمهم أنه كتب عليهم الصيام كما كتبه على الذين من قبلهم من الأمم السابقة فقال : { كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم . . . } وعلل ذلك بقوله : لعلكم تتقون أي ليعدكم به للتقوى التي هي امتثال الأوامر واجتناب النواهي ، لما في الصيام من مراقبة الله تعالى ، وقوله : { أياماً معدودات } ذكره ليهوّن به عليهم كلفة الصوم ومشقته ، إذ لم يجعله شهوراً ولا أعواماً . وزاد في التخفيف أن أذن للمريض والمسافر أن يفطر ويقتضي بعد الصحة أو العودة من السفر فقال لهم : { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } كما أن غير المريض والمسافر إذا كان يطيق الصيام بمشقة وكلفة شديدة له أن يفطر ويطعم على كل يومٍ مسكيناً وأعلمهم أن الصيام في هذه الحال خير . ثم نسخ هذا الحكم الأخير بقوله في الآية الآتية : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } وقوله : { إن كنتم تعلمون } يريد : تعلمون فوائد الصوم الدنيوية والأخروية وهي كثيرة أجلها مغفرة الذنوب وذهاب الأمراض .
من هداية الآيات :
1- حرمة تبديل الوصية وتغييرا إلى غير الصالح .
2- فرضية الصيام وهو شهر رمضان .
3- الصيام يربي ملكة التقوى في المؤمن .
4- الصيام يكفِّرُ الذنوب لحديث : « من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » .
5- رخصة الإفطار للمريض والمسافر .
6- المرأة الحامل أو المرضع دل قوله وعلى الذين يطيقونه أنه يجوز لهما الإِفطار مع القضاء وكذا الشيخ الكبير فإنه يفطر ولا يقضي والمريض مرضاً لا يرجى برؤه كذلك .إلا أن عليهما أن يطعما عن كل يوم مسكيناً بإعطائه حفنتي طعام كما أن المرأة الحامل والمرضع إذا خافت على حملها أو طفلها أو على نفسها أن عليها أن تطعم مع كل صوم تصومه قضاء مسكيناً .
7- في الصيام فوائد دينية واجتماعية عظيمة أُشير إليها بلفظ إن كنتم تعلمون .من هذه الفوائد :
1- يعود الصائم الخشية من الله تعالى في السر والعلانية .
2- كسر حدة الشهوة ولذا أرشد العازب إلى الصوم .
3- يربي الشفقة والرحمة في النفوس .
4- فيه المساواة بين الإغنياء والفقراء والأَشراف والأوضاع .
5- تعويد الأمة النظام والوحدة والوئام .
6- يذهب المواد المترسبة في البدن وبذلك تتحسن صحة الصائم .
أحكام التجويد :
فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)
مِنْ مُوصٍ : إدغام ناقص بغنة( النون في الميم )
مُوصٍ جَنَفًا : إخفاء التنوين عند الجيم
جَنَفًا أَوْ : إظهار التنوين لأن بعدها حرف حلقي
إِثْمًا فَأَصْلَحَ : إخفاء التنوين عند الفاء
فَلَا إِثْمَ : مد جائز منفصل 4 أو 5 حركات
غَفُورٌ رَحِيمٌ : إدغام كامل بغير غنة ( التنوين في الراء )
رَحِيمٌ : مد عارض للسكون 2 أو 4 أو 6 حركات
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)
يَا أَيُّهَا : مد جائز منفصل 4 أو 5 حركات
ءامَنُوا : مد بدل لوقوع الهمزة قبل حرف المد
مِنْ قَبْلِكُمْ : إخفاء النون عند القاف
تتَّقُونَ : مد عارض للسكون 2 أو 4 أو 6 حركات
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ۚ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184)
أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ : إدغام ناقص بغنة( التنوين في الميم )
مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ : إخفاء التنوين عند الفاء
فَمَنْ كَانَ : إخفاء التنوين عند الكاف
مِنْكُمْ : إخفاء النون عند الكاف
مَرِيضًا أَوْ : إظهار التنوين لأن بعده حرف حلقي
سَفَرٍ فَعِدَّةٌ : إخفاء التنوين عند الفاء
فَعِدَّةٌ مِنْ : إدغام ناقص بغنة ( التنوين في الميم )
مِنْ أَيَّامٍ : إظهار النون لأن بعده حرف حلقي
أَيَّامٍ أُخَرَ : إظهار التنوين لأن بعده حرف حلقي
فِدْيَةٌ : قلقلة الفاء ( المرتبة الصغرى )
فِدْيَةٌ طَعَامُ : إخفاء التنوين عند الطاء
مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ : إخفاء التنوين عند النون
فَمَنْ تَطَوَّعَ : إخفاء التنوين عند التاء
خَيْرًا فَهُوَ : إخفاء التنوين عند الفاء
خَيْرٌ لَهُ : إدغام كامل بغير غنة ( التنوين في اللام )
وَأَنْ تَصُومُوا : إخفاء النون عند التاء
خَيْرٌ لَكُمْ : إدغام كامل بغير غنة ( التنوين في اللام )
إِنْ كُنْتُمْ : إخفاء النون عند الكاف
كُنْتُمْ : إخفاء النون عند الكاف
تَعْلَمُونَ : مد عارض للسكون 2 أو 4 أو 6 حركات