1. المقالات
  2. محمد رسول الله حقًا وصدقًا_محمد السيد محمد
  3. وافترت النصارى على الله الكذب

وافترت النصارى على الله الكذب

جـ- وافترت النصارى على الله الكذب، فقالت فرقة منهم: إن المسيح هو الله، وأخرى قالت: إن المسيح هو ابن الله، وأخرى قالت: إن الله ثالث ثلاثة، تعالى الله عن تلك الافتراءات علوًا كبيرًا، لقد نسبوا إلى الله سبحانه وتعالى اتخاذه الولد، وهي صفة نقص لله جل في علاه، فما ينبغي لله عز وجل أن يتخذ ولدًا، فهو القائل سبحانه تعالى: (وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) [البقرة: ١١٦].

وقال: (مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [مريم: ٣٥].

وقال: (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا* لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا* تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا* أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا* وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا* إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا* لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) [مريم: ٨٨ ٩٤].

وهو القائل سبحانه وتعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [الإخلاص].

فالله عز وجل لم يلد، ولم يولد.

فمن قبل ورضي في معتقده واعتقاده أية صفة نقص في إلهه الذي يعبده، والذي كان عليه أن يمجده ولا يساوي بين فعله وفعل البشر وغيرهم من المخلوقات التي أوجدها الله من عدم، فلا عجب أن نجده يقبل ويرضى في معتقده واعتقاده صفة نقص ثانية وثالثة في إلهه وخالقه ويعيب هو بنفسه إلهه الذي يعبده.

فالبشر وغيرهم من مخلوقات الله تعالى التي أوجدها الله عز وجل من عدم يتزوجون ويلدون ويتكاثرون ويموتون ويحاسبون، ثم بمشيئة الله عز وجل إلى الجنة أو إلى النار يدخلون.

فمن قبل أن الله سبحانه وتعالى اتخذ ولدًا من الإنس، أو أن له سبحانه وتعالى طبيعة خاصة به معهم نقول لهم توبيخًا واستنكارًا:

أ- فما المانع إذن من أن يكون الله عز وجل قد اتخذ ولدًا من الملائكة، أو أن يكون له طبيعة خاصة به معهم، وهم أهل الملأ الأعلى –السماوات- ولقد خلقهم الله سبحانه وتعالى من نور، فهم أشرف في الخِلقة من البشر الذين هم مخلوقون من طين؟!

وما المانع أيضًا من أن يكون له ولد من الجن أو طبيعة خاصة به معهم؟!

استنكارًا لافتراءات النصارى وأقوالهم الكاذبة على الله تعالى.

فالجن أيضًا من خلق الله سبحانه وتعالى، خلقهم الله عز وجل أيضًا قبل خلق البشر.

ب- وما المانع أيضًا أن يكون الله عز وجل قد اتخذ من خلق آخر غير الإنسان والجن، والذين لا علم لنا بهم ولا بكيفية خلقهم ولدًا ثالثًا ورابعًا، أو أن يكون له سبحانه وتعالى طبيعة ثالثة ورابعة خاصة به معهم؟

توبيخًا واستنكارًا لافتراءات النصارى، وأقوالهم الكاذبة على الله عز وجل.

جـ- وما المانع أن يكون الله سبحانه وتعالى قد اتخذ زوجة أو صاحبة من الإنس وغيرهما من الجن وغيرهم من خلق آخر غير الإنسان والجن؟

توضيحًا لافتراءات النصارى، توبيخًا واستنكارًا لهم.

د- وما الذي يمنع أن يقبل الإنسان أيًا من الصفات والأفعال الأخرى الغير لائقة بذات الله سبحانه وتعالى، والتي تنقص من قدره جل في علاه وهو إلهه الذي يعبده، والذي كان عليه أن ينزهه ويمجده دون سواه؟

توبيخًا واستنكارًا لافتراءاتهم.

هـ- وإذا كان النصارى يعتقدون في المسيح أنه ابن الله؛ لأنه ولد من غير أب، فماذا نقول في آدم عليه السلام، فلقد خلقه الله عز وجل من غير أب ولا أم؟ أنقول عنه أنه إله أو ابن إله؟!

استنكارًا وتوبيخًا لافتراءات النصارى.

حاشا وكلا، فتعالى الله عن مثل تلك الافتراءات علوًا كبيرًا.

فالآثار الدالة على عظمة الله عز وجل كثيرة جدًا لا تحصى، فعقيدة النصارى في إلههم ومعبودهم غير صافية وغير نقية، عقيدة لا تقبلها فطرة سليمة سوية، ولا يقبلها عقل راجح رشيد.

فهم يستوون مع عُبَّاد البقر وغير البقر، فهم يعبدون بشرًا من خلق الله تعالى، وينسبون إليه الألوهية أو جزءًا منها على اختلاف فرقهم بسبب باطلهم المنغمسين فيه؛ وهو المسيح الذي حملت به السيدة مريم العذراء -وهي من البشر- داخل بطنها أثناء فترة حملها، فنقول لهم توبيخًا واستنكارًا لافتراءاتهم:

أ- كيف تحمل السيدة مريم العذراء- وهي من البشر- إلهًا أو ابن إله؟

ب- كيف يحتوي الأدنى الأعلى؟ ما تلك العقيدة الشائبة العكرة الغير صافية، التي لا تقبلها فطرة؟

جـ- ماذا إن تزوج إنسان من بقرة؟ ماذا إن التقت الطبيعة البشرية مع الحيوانية؟ أيولد ما يكون نصفه إنسان والنصف الآخر بقرة؟ أيعقل أن تلتقي الطبيعة الإلهية مع الطبيعة البشرية؟

بالتأكيد لا يقبل العقل السوي والفطرة السليمة أيًا من تلك الادعاءات والافتراءات والأكاذيب، فالله سبحانه وتعالى هو الخالق الموجد من عدم وصفاته غير صفات المخلوقين.

وما الذي يجبره ويرغمه على ذلك وهو الخالق الذي يخلق ما يشاء؟ وكيف يترك ابن الإله نفسه ليُصلب ويُقتل ويُهان دون أن يحمي نفسه؟ وإن عجز عن حماية نفسه، فكيف يترك الإله ابنه ليُصلب ويقتل ويهان دون أن يحميه؟

وكيف يترك الإله ابنه ليصلب ويقتل ويهان من قبل اليهود الذين يكفرون به ويكذبونه، بزعم أن ذلك ليكون سببًا في تكفير ذنوب بني آدم، وهو لا دخل له بهذه الذنوب؟

وما الذي يجبره ويرغمه على ذلك، وهو الخالق الذي يملك العفو والغفران دون أدنى حاجة لمثل تلك الافتراءات والأباطيل التي يعتقدها النصارى؟

وهل يُعقل أن يتحمل بنو آدم ذنوبًا بسبب مخالفة أبيهم آدم لربه عز وجل، وأكله من الشجرة التي قد نُهي أن يأكل منها؟!

أيُعقل أن يتحمل الابن ذنبًا لأبيه أو جزءًا منه وهو لا علاقة له بهذا الذنب؟!

أهذا من حكمة وعدل الإله الذي كان يجب علينا أن نمجده وننزهه عما يليق به؟!

ويا عجبًا، أي قبر يسع إله السموات والأرض؟

فالعقول السوية والفطرة السليمة لا تقبل أدنى شيء من مثل تلك الافتراءات والأكاذيب على الله الخالق البارئ المصور الملك، فتعالى الله عن مثل تلك الافتراءات علوًا كبيرًا.

فالحمد لله تعالى الذي هدانا للإسلام، أسألك ربي أن لا تنزعه عنا وأن تتوفانا على الإسلام، ونقول لمن افترى على الله الكذب:

أعباد المسيح لنا سؤال

 

 

نريد جوابه ممن وعاه

إذا مات الإله بصنع قوم

 

أماتوه فما هذا الإله

وهل أرضاه ما نالوه منه

 

فبشراهم إذا نالوا رضاه

وإن سخط الذي فعلوه فيه

 

فقوتهم إذّا أوهت قواه

وهل بقي الوجود بلا إله

 

سميع يستجيب لمن دعاه

وهل خلت الطباق السبع لما

 

ثوى تحت التراب وقد علاه

وهل خلت العوالم من إله

 

يدبرها وقد سمرت يداه

وكيف تخلت الأملاك عنه

 

بنصرهم وقد سمعوا بكاه

وكيف أطاقت الخشبات

 

حمل الإله الحق شد على قفاه

وكيف دنا الحديد إليه حتى

 

يخالطه ويلحقه أذاه

وكيف تمكنت أيدي عداه

 

وطالت حيث قد صفعوا قفاه

وهل عاد المسيح إلى حياة

 

أم المحيى له رب سواه

ويا عجبًا لقبر ضم ربًّا

 

وأعجب منه بطن قد حواه

أقام هناك تسعًا من شهور

 

لدى الظلمات من حيض غذاه

وشق الفرج مولودًا صغيرًا

 

 

ضعيفًا فاتحًا للثدي فاه

ويأكل ثم يشرب ثم يأتي

 

بلازم ذاك هل هذا إله

تعالى الله عن إفك النصارى

 

سيسأل كلهم عما افتراه

أعباد الصليب لأي معنى

 

يعظم أو يقبح من رماه

وهل تقضي العقول بغير كسر

 

وإحراق له ولمن بغاه

إذا ركب الإله عليه كسرها

 

وقد شدت لتسمير يداه

فذاك المركب الملعون حقًّا

 

فدسه لا تبسه إذا تراه

يهان عليه رب الخلق طرا

 

وتعبده فإنك من عداه

فإن عظمته من أجل أن قد

 

حوى رب العباد وقد علاه

وقد فقد الصليب فإن رأينا

 

له شكلًا تذكرنا سناه

فهلا للقبور سجدت طرّا

 

لضم القبر ربك في حشاه

فيا عبد المسيح أفق فهذا

 

بدايته وهذا منتهاه

وكذلك من عبد البقر أو غيره- وهم من خلق الله- فهم ينسبون إليه الألوهية، فالباطل صوره كثيرة، فقول النصارى شبيه بقول اليهود، شبيه بقول عباد البقر، شبيه بقول عباد الأصنام وغيرهم، فالجميع جعل لله سبحانه وتعالى ندًا وشريكًا، وشبيهًا، بقول الملحدين الذين أنكروا وجود الله عز وجل حيث إنه كله ذم ونقص لله جل في علاه.

قال الله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)  [الزمر: ٦٧].

(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الأنعام: ١٠١].

(وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) [الإسراء: ١١١].

(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [الإخلاص].

قال رسول الله r : «يقول الله تعالى: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إيَّاي، فقوله لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون عليَّ من إعادته، وأما شتمه إيَّاي، فقوله اتخذ الله ولدًا، وأنا الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد» أخرجه البخاري.

فالحق واحد لا يختلف فيه لبيبان ذوا عقل راجح رشيد وفطرة سليمة سوية، وهو الذي جاء به محمد r، وهو أن «لا إله إلا الله» لم يتخذ ولدًا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له ولي من الذل فليس له ولي أو وزير أو مُشير أو حليف، فهو سبحانه وتعالى خالق الأشياء كلها ومدبرها ومقدرها بمشيئته، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد.

فكما أن الله عز وجل لم يلده أحد، فهو الأول قبل كل شيء، فهو لم يلد أحدًا، وليس بحاجة لأحد، فهو الآخر وليس بعده شيء، سبحانه وتعالى فلا مثيل له ولا شبيه.

والحق أن عيسى عليه السلام هو عبد الله ورسوله وهو الذي جاء به محمد  r خاتم المرسلين بدون إفراط أو تفريط بدون غلو النصارى فيه ونسب الألوهية له، وبدون تفريط اليهود وشتمهم وتكذيبهم له ونسبهم السحر إليه، وقولهم إنه ساحر، ولد بغية ونسب أمه إلى الفجور، قاتلهم الله.

فعلى الإنسان أن يستخدم عقله الذي أهداه الله إياه؛ ليكون سببًا في التعرف على عظمة خالقه وقدرته، عن طريق التأمل في بديع صنعته، فينزهه ويمجده عما سواه.

فالمسيح عيسى -عليه السلام- له معجزات تشهد له بالنبوة والرسالة، كما لغيره من الرسل، فهذا هو النجاشي ملك الحبشة، كان نصرانيًا فأسلم بعدما علم ما جاء به الإسلام من عقيدة وشريعة وتعاليم، قد علم عنه رسول الله r أنه ملك عادل لا يُظلم عنده أحد، فأمر المسلمين أن يهاجروا إلى الحبشة فرارًا بدينهم من الفتن ومن تعذيب قريش لهم بسبب دخولهم في الإسلام.

وهاجر إلى الحبشة مجموعة من الصحابة وما أن علمت قريش بذلك، فاختاروا رجلين جلدين لبيبين قبل أن يسلما، وأرسلوا معهما الهدايا المستطرفة للنجاشي وبطارقته ليُسلم المهاجرين لهما، فقد عز على قريش أن يجد المهاجرون مأمنًا لأنفسهم ودينهم، وعزموا على ردهم إلى قومهم وبلادهم فينكل المشركون بهم.

وإيجازًا لهذه القصة بعد أن رفض النجاشي تسليم المهاجرين إليهما؛ لأنه ملك عادل لا يُظلم عنده أحد ويحسن الجوار، أراد الرجلان أن يستثيرا غضب النجاشي على المهاجرين ليسلمهم إليهما، فلما كان الغد قال أحدهما للنجاشي -وهو عمرو بن العاص-: أيها الملك: إنهم يقولون في عيسى ابن مريم قولًا عظيمًا، فأرسل إليهم النجاشي يسألهم عن قولهم في المسيح، ففزعوا، ولكن أجمعوا على الصدق كأئنًا ما كان.

فلما دخلوا عليه وسألهم، قال له جعفر بن أبي طالب: نقول فيه الذي جاءنا به نبينا r  هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول.

فأخذ النجاشي عودًا من الأرض ثم قال: والله ما عدا عيسى ابن مريم هذا العود، فتناخرت بطارقته، فقال لهم: وإن نخرتم والله، ثم قال للمسلمين: اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي- والشيوم الآمنون بلسان الحبشة- من سبكم غرم، من سبكم غرم، من سبكم غرم.

ما أحب أن لي دبرًا من ذهب وأني آذيت رجلًا منكم- والدبر: الجبل بلسان الحبشة-.

ثم قال لحاشيته: رُدوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي بهما، فوالله ما أخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي فآخذ الرشوة فيه، وما أطاع الناس في فأطيعهم فيه.

وقالت أم سلمة التي تروي القصة: فخرجا من عنده- عمرو بن العاص وعبد الله بن ربيعة- مقبوحين مردودًا عليهما ما جاءا به، وكانا كما ذكرنا مشركين آنذاك- وأقمنا عنده بخير دار مع خير جار. [من كتاب الرحيق المختوم].

فالذي جاء به خاتم المرسلين محمد r من عقيدة وقول في المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وأنه عبد الله ورسوله اصطفاه الله عز وجل بالرسالة كما اصطفى غيره من الرسل، هو القول الوسط بدون إفراط أو تفريط، بدون غلو النصارى الذين نسبوا إلى المسيح عيسى ابن مريم الألوهية، أو شيئًا منها على اختلاف فرقهم التي ضلت وأضلت، واختلفت في عقيدتها، والتي كان من المفترض أن تجمعهم عقيدة واحدة، ولكن أنى لها ذلك؟ فالباطل كالظلمات- جمع ظلمة- صوره كثيرة، أما الحق فهو واحد فقط كالنور لا يختلف فيه لبيبان ذوا عقل راجح وفطرة سليمة سوية.

وبدون جحود اليهود الذين جحدوا رسالة المسيح عيسى ابن مريم كلية وكذبوه وحاولوا صلبه وقتله وحاولوا أن ينالوا من شرف أمه السيدة مريم العذراء، كما لوثوا سيرة كل نبي أرسل إليهم، إلى غير ذلك... قاتلهم الله.

وبوجه عام: فالعقيدة التي جاء بها خاتم الرسل محمد  r هي عقيدة للناس كافة في كل مكان وزمان، بدون إعنات للفكر ولا قهر للذهن ولا إرهاق للتصور، للعرب وغيرهم من اليهود والنصارى والمجوس.. إلى غير ذلك من الذين عبدوا غير الله ونسبوا إليه النقص والعيب وإلى من أنكر وجود الله الخالق البارئ -سبحانه وتعالى- من الملحدين وغيرهم.

فهي العقيدة الصحيحة التي يقبلها أي عقل رشيد يريد أن يعرف إلهه، ينزهه ويمجده ويعبده، وتقبلها الفطرة السليمة السوية بدون أي تركيبات أو تعقيدات أوشوائب، فالعقيدة التي جاء بها محمد r هي عقيدة صافية يسهل فهمها وقبولها بدون أية مشقة أو تعنت فهي النور الذي أنار الله سبحانه وتعالى بها الظلمة، فمحى بها ظلمات الشرك والإلحاد.


المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day