1. المقالات
  2. محمد رسول الله حقًا وصدقًا_محمد السيد محمد
  3. الشاهد الثالث عشر

الشاهد الثالث عشر

قول الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)  [الحجر: ٩].

(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)  [القمر: ١٧]

لقد تعهد الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم من التحريف والتبديل.

ولقد مرت قرون طويلة حاول فيها كثير من أهل الزيغ والضلال أن يحرفوا القرآن الكريم، ولكنهم فشلوا وعجزوا عجزًا تامًا.([1])

وهكذا بقي القرآن الكريم محتفظًا بنصه الإلهي وإشراقاته النورانية والحق المطلق الذي جاء به على مدى أربعة عشر قرنًا أو يزيد، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فليس بعده أي كتاب سماوي.([2])

بقي القرآن الكريم هو المصدر الوحيد للهداية الربانية في أمر الدين الذي تعرضت كل رسالاته السابقة للضياع التام، وبقيت من بعضها ذكريات متناثرة، ظلت تتناقل شفاهًا تفسرها الأهواء وتضيف إليها وتحذف منها، وتحرفها كيف ما تشاء حتى تم إخراجها عن إطارها الرباني وإلقاؤها في أحضان عدد من الوثنيات القديمة والفلسفات الوضعية التي جعلتها عاجزة عن هداية أتباعها.([3])

وهذا هو السبب الحقيقي من وراء المظالم التي تسود الأرض في زماننا.([4])

وحين تم التدوين لبعض هذه الذكريات القديمة تم بلغات غير لغات الوحي.([5])

وبواسطة أقلام متفرقة في أماكن متعددة وفي أزمنة متباعدة، وصلت إلى العديد من القرون بعد موت أو رفع الرسول الذي تلقى الرسالة الأصلية، والتي فقدت أصولها السماوية بالكامل.([6])

ولذلك تعددت الأسفار والأناجيل وتناقضت المعلومات وكثرت المراجعات إلى يومنا الراهن وستظل كذلك إلى ما شاء الله.([7])

أما القرآن الكريم، فهو كتاب واحد تجتمع عليه الأمة الإسلامية شمالًا وجنوبًا شرقًا وغربًا وتلتف حوله.

فالقرآن الكريم الذي أنزل على خاتم المرسلين محمد r هو كلام الله سبحانه وتعالى الذي تعهد بحفظه.

وهو الكتاب المهيمن على جميع الكتب السماوية السابقة، فليس بعد نزول القرآن الكريم على محمد r أي كتاب، وليس بعد بعثة المصطفى r أي نبي أو رسول.

فمحمد r هو خاتم الأنبياء والمرسلين.

وها هو الدكتور/ موريس بوكاي وكتابه (القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم).

دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة.

يذكر في مقدمة الكتاب:

لقد قمت بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة باحثًا في درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث إلى أن يقول:

استطعت أن أحقق قائمة أدركت بعد الانتهاء منها:

- أن القرآن لا يحتوي أي مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم الحديث، ويستطرد وبنفس الموضوعية: قمت بنفس الفحص على العهد القديم والأناجيل، فقد وجدت مقولات لا يمكن التوفيق بينها، ناهيك عن التناقض بين الأناجيل واصطدامها بحقائق التاريخ.

وللخروج من هذه الدوامات العاتية من الشك والشرك والشقاق والنفاق، فإننا ندعو كل مؤمن بالله إلى قراءة القرآن الكريم بحيدة وموضوعية، ثم الحكم بنفسه إن كان هذا هو كلام الله الخالق أم كلام البشر المخلوقين؟

ونحن معشر المسلمين نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ولا نفرق بين أحد من رسله ونؤمن بوحدة الدين، وبوحدة جميع رسالات السماء، وبأنه لا إكراه في الدين.

وانطلاقًا من ذلك كله نقدم القرآن الكريم العظيم للبشرية التائهة، عسى الله أن يهديها إلى طريقها القويم وما ذلك على الله بعزيز.

- ولقد حفظ الله سبحانه كتابه العظيم- القرآن الكريم- المنزل على رسوله خاتم  المرسلين في صدور الكثير والكثير من عباده المؤمنين المخلصين الصادقين من الصحابة والتابعين، وإلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله حفظًا متقنًا كما أُنزل مع كبر حجمه- فهو قرابة الستمائة صفحة أو يزيد حسب الطبعات- ومع ما به من الآيات المتشابهات ومع قراءاته المتعددة التي نزل بها.

وقد يكون هذا الحافظ لكتاب الله سبحانه وتعالى غير متعلمًا ولا يعرف القراءة أو الكتابة، ولكنه لصدقه وإقباله على الله تعالى، فقد يسره له ويسر له الفوز بحفظ كلامه سبحانه وتعالى.

وهذا أمر يصعب جدًا وقد يكون مستحيلًا في أي كتاب آخر من الصناعات البشرية حتى وإن أمكن ذلك فهو لعدد محدود جدًا، فصدق الله العظيم إذ يقول:

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ).

فالقرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي يسره، وحفظه ربنا تبارك وتعالى بنصه الإلهي وإشراقاته النورانية والحق المطلق على مدى أربعة عشر قرنًا أو يزيد، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

ومحمد  الذي أنزل عليه القرآن الكريم هو خاتم الأنبياء والمرسلين.



([1]) (2)(3) من آيات الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم (السماء) د/ زغلول النجار

 

 

 

([5]) (2)(3) من آيات الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم (السماء) د/ زغلول النجار

 

 

 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day