1. المقالات
  2. تعرّف على نبيّـك صلى الله عليه وسلم –عبد الرحمن السحيم
  3. تعرّف على نبيّـك صلى الله عليه وسلم – الدرس الـ 12

تعرّف على نبيّـك صلى الله عليه وسلم – الدرس الـ 12

 

46 - عن أم سلمة قالت : كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القميص .

 

الحديث :

أخرجه أحمد أبو داود في كتاب اللباس ، والترمذي في كتاب اللباس وابن ماجه .

وقال الألباني : صحيح .

من فوائد الحديث :

قولها رضي الله عنها : " كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " يدلّ على أنه صلى الله عليه وسلم يلبس غير القُمُص من إزار ورداء وبُردة .

وفيه أن الثياب اسم جنس ، فتشمل القُمُص والإزار والرداء ونحو ذلك مما يُلبس .

 

وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه : كان أحب الثياب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الْحِبَرَة .

 

قال الإمام النووي : هي بكسر الحاء وفتح الباء ، وهي ثياب من كتان أو قطن ، مُحبّرة أي مُزيّنة ، والتحبير التزيين والتحسين . ويُقال : ثوب حبرة على الوصف ، وثوب حبرة على الإضافة ، وهو أكثر استعمالا . والحبرة مفرد ، والجمع حبر وحبرات كعنبة وعنب وعنبات ، ويُقال : ثوب حبير على الوصف . فيه دليل لاستحباب لباس الحبرة ، وجواز لباس المخطط ، وهو مُجْمَعٌ عليه ، والله أعلم .

 

قال العيني : وإنما كانت الحبرة أحب الثياب إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ليس فيها كثير زينة ، ولأنها أكثر احتمالا للوسخ . اهـ .  

 

فيُجمع بين الحديثين من وجوه :

الأول : أن كلاًّ حدّث بما علِم ، ويجوز أن يكون الشخص يُحبّ أكثر من شيء ، فيظهر بعضه لبعض أصحابه دون بعض .

الثاني : أنه عليه الصلاة والسلام كان يُحبّ القميص لِسَعَتِه ، ويُحب الحبرة لأنها أكثر احتمالاً للوسخ ، كما ذكر العيني .

الثالث : يُحتَمَل أنه قد يكون في وقت دون وقت ، فيُحب القُمُص – مثلاً – في الصيف لِسَعَتِها وبرودتها ، ويُحب الـبُردة الحبرة في الشتاء لكونها غليظة .

والله تعالى أعلم .

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day