1. المقالات
  2. محمد رسول الله حقًا وصدقًا_محمد السيد محمد
  3. حفظ وعناية الله عز وجل برسوله

حفظ وعناية الله عز وجل برسوله

ومن دلائل نبوته

حفظ وعناية الله عز وجل برسوله  وتربيته وتأديبه له

قال الله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) [الضحى: ٦].

وقال الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: ٤]

توفي عبد الله والد رسول الله  وكان آنذاك حمل في بطن أمه، ثم توفيت أمه آمنة بنت وهب وله من العمر ست سنين، ثم كان في كفالة جده عبد المطلب إلى أن توفي وله من العمر ثمان سنين، فكفله عمه أبو طالب، ثم لم يزل يحوطه وينصره ويكف عنه أذى قومه بعد أن ابتعثه الله عز وجل على رأس أربعين سنة من عمره وأبو طالب على دين قومه من عبادة الأوثان، وكل ذلك بقدر الله عز وجل وحسن تدبيره إلى أن توفي أبو طالب قبل الهجرة بقليل فأقدم عليه  سفهاء قريش وجهالهم، فأنجاه الله سبحانه وتعالى من بين أيديهم واختار له الهجرة من بين أظهرهم إلى بلد الأنصار، كما أجرى الله سنته على الوجه الأتم الأكمل حيث إنه  لما وصل إليهم آووه ونصروه وحاطوه، وقاتلوا بين يديه  أجمعين إلى أن انتصرت دعوته وانتشرت رسالته .

ونسأل: لم كل هذه العناية وكل هذا الحفظ من الله سبحانه وتعالى بمحمد ؟

ليس إلا لأن محمدًا هو رسول الله سبحانه وتعالى، ختم الله سبحانه وتعالى به النبيين والمرسلين فآواه وحفظه، وكانت عنايته به أمام مرئى ومسمع من الجميع؛ ليكون هذا كله دليلًا دامغًا على صدق نبوته ورسالته .

ومن حفظ الله سبحانه وتعالى وكلاءته وعنايته برسوله  أنه جل شأنه رباه، فأحسن تربيته وأدبه فأحسن تأديبه، فلقد نشأ رسول الله r يتيم الأب والأم ومع ذلك فلم ينشأ إلا والجميع يشيدون بحسن خلقه وطيب شمائله وكريم خصاله وصفاته وصدقه وأمانته وكمال تربيته وأدبه.

فمن الذي رباه هذه التربية العطرة؟ ومن الذي أدبه فأحسن تأديبه؟

ومن الذي خلقه بهذا الخلق الرفيع العظيم في ظل يتمه وفقدانه  لأبيه وأمه وجده؟ ولم؟

لا أحد إلا الله سبحانه وتعالى الخالق البارئ.

فهو جل شأنه الذي رباه وأدبه ومنحه هذه الأخلاق الرفيعة العظيمة والخصال السامية الحميدة وكل ذلك ليس إلا لأن محمد  هو رسول الله حقًا وصدقًا.

* * *

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day