البحث
ومن الغيبيات التي أشار إليها القرآن الكريم
الإعجاز العددي والرقمي، وهو كثير جدًّا في القرآن الكريم.
وغير ما ذكرناه الكثير والكثير من الحقائق العلمية الغيبية المبهرة التي كشف عنها وأخبر بها القرآن الكريم منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام والتي لم يكن يعلمها أحد.
وللعلم بمزيد من هذه الحقائق العلمية المبهرة التي أشار إليها القرآن الكريم وأخبر بها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، والتي لم يكن لأحد أدنى معرفة بها أو أدنى تصور لها الرجوع إلى:
1- كتاب علم الأجنة في ضوء القرآن والسنة، لدى هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بمكة المكرمة.
2- كتاب إعجاز القرآن فيما تخفيه الأرحام، للأستاذ/ كريم نجيب الأغر.
3- مجموعة كتب: من آيات الإعجاز العلمي (السماء، الأرض، الحيوانات، النباتات) في القرآن الكريم، للدكتور/ زغلول النجار- أستاذ علوم الأرض بعدد من الجامعات العربية والغربية، وزميل الأكاديمية الإسلامية، وعضو مجلس إدارتها، ورئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة.
4- والرجوع إلى: مجموعة الأشرطة المسجلة:
موسوعة الإسلام والعلم الحديث.
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم للدكتور زغلول النجار.
جـ- قال الله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم: ٣ – ٥].
لقد احتوى القرآن الكريم على أخبار غيبية، أنبأ عنها قبل وقوعها ثم جاءت وقائع هذه الأخبار مطابقة لما جاء في القرآن الكريم منها:
1- قال الله تعالى: (غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ* فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ*بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم: ١ – ٥].
نزلت هذه الآيات الكريمات حين تغلب سابور على بلاد الشام وما والاها من بلاد الجزيرة وأقاصي بلاد الروم، فاضطر هرقل ملك الروم إلى اللجوء إلى القسطنطينية وحوصر فيها مدة طويلة ثم عادت الدولة لهرقل ملك الروم، كما أخبر القرآن الكريم قبل سبع سنوات من انتصار الفرس.
وكلمة بضع تعني العدد من 3-9.
فمن أين علم محمد هذا الغيب؟ وعلام يدل ذلك؟
لا شك أنه قد علم هذا الغيب من الله سبحانه وتعالى.
فلقد أخبر بانتصار الروم على الرغم من هزيمتهم أمام الفرس، ليس هذا فحسب، بل إنه أخبر بالمدة التي سوف يتحقق خلالها هذا النصر.
وهذا كله مما يدلل على أنه r رسول من عند الله تبارك وتعالى:
فهذه الآيات الكريمات هي شهادة حق بصدق رسالة المصطفى وأن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى:
2- قال الله تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح: ٢٧].
نزلت هذه الآية الكريمة ضمن سورة الفتح سنة ست من الهجرة بين مكة والمدينة عقب انصرافه من الحديبية.
وكان قد أخبر أصحابه أنه رأى في منامه- رؤيا الأنبياء حق- أنه r دخل مكة وطاف بالبيت.
فلما جرى الصلح ورجعوا عامهم من غير أن يأتوا البيت أو يطوفوا به سأل عمر بن الخطاب أبا بكر رضي الله عنهما: أليس كان يحدثنا- يقصد رسول الله - أنَّا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال أبو بكر: بلى، فأخبرك أنك تأتيه العام؟
قال عمر: لا.
قال أبو بكر: فإنك آتيه ومطوف به. [أخرجه البخاري من حديث طويل].
وبالفعل: ففي العام السابع دخل النبي البيت الحرام مع أصحابه رضي الله عنهم، وتحققت رؤيا رسول الله r لأنها وحي منام.
وصدقت الآية الكريمة؛ لأنها وحي قرآن.
وازداد الناس يقينًا في رسول الله وصدق حديثه ودعوته r .
3- قال الله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور: ٥٥].
فهذه الآية الكريمة وعد من الله سبحانه وتعالى لعباده المسلمين المؤمنين وبشارة لهم.
وبالفعل: لقد تحقق هذا الوعد من الله سبحانه وتعالى، فقد كانت للمسلمين إمبراطورية واسعة الأنحاء شاسعة الأرجاء تحكم بكتاب الله عز وجل.
ولا يمكن لبليغ أن يصف هذه الإمبراطورية بأبلغ ولا بأوجز مما قاله أحد الخلفاء المسلمين وقد رأى سحابة في السماء فقال: أمطري حيث شئت، فإن خراجك سيُحمل إلينا.
مما يدل على مدى اتساع رقعة الدولة الإسلامية في ذلك الوقت، وقت تمسك المسلمين المؤمنين بكتاب الله عز وجل وحكمه، وتمسكهم بسنة رسوله محمد .
فوعد الله سبحانه وتعالى الذي وعده للمسلمين في كتابه العظيم- القرآن الكريم- على لسان رسوله وعد حق، فمن أصدق من الله حديثًا؟!
4- قال الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: ٩].
لقد مرت قرون طويلة، حاول فيها أهل الزيغ والضلال، أن يحرفوا القرآن الكريم، ولكنهم عجزوا وفشلوا؛ لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي تعهد بحفظه.
وآخر هذه المحاولات تلك التي قام بها الصهيونيون- كما نشرت جريدة الأخبار يوم 21 رجب 1380هـ- فقد ذكرت أن إسرائيل طبعت مصحفًا محرفًا لتوزعه في البلاد الإسلامية، ولكن الله فضحهم ورد سهامهم في نحورهم، وأعاد رماحهم إلى صدورهم، وكشف جميع أباطيلهم وأزال عنهم ثقة العالم.([1])
فلم يعد أحد يطمئن إليهم أو يأتمنهم أو يعتمد عليهم، فباءوا بالخزي والخسران المبين.([2])
فالله سبحانه وتعالى هو الذي تعهد بحفظ كتابه القرآن الكريم، الذي أنزل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r .
وغير ما أوردناه الكثير والكثير من الأخبار الغيبية التي أخبر بها القرآن الكريم قبل وقوعها، والتي لم يكن يعلمها أحد ثم جاءت وقائع هذه الأخبار مطابقة لما جاء في القرآن الكريم، ولكننا سنكتفي بما ذكرناه.
2- ومن معجزات رسول الله إخباره بغيبيات لا عهد له بها وقد جاءت دقيقة صادقة كما أخبر.
فمن هذه الأخبار التي أخبر عنها رسول الله :
أ- أخبار ماضية: كأخبار الأولين وقصص السابقين:
والعلم الحديث يكتشف صدق وحقيقة ما أخبر به المصطفى .
كذكره لأخبار قوم عاد وقصتهم مع نبيهم هود عليه السلام، وقد أشرنا إلى ما تم اكتشافه بواسطة العلم الحديث من صدق حديث المصطفى .
وكذكره لأخبار قوم لوط وقصتهم مع نبيهم لوط عليه السلام وأخباره بكيفية عقوبة الله عز وجل لهم، فلقد جعل الله عز وجل أعالي قرى قوم لوطٍ سافلها.
فحملها حتى بلغ بها السماء ثم كفأها وقلبها فجعل عاليها سافلها عقابًا لهم من الله سبحانه وتعالى.
والعلم الحديث يشهد بصدق ما أخبر به القرآن على لسان الصادق المصدوق محمد ، فدراسات تتابع الطبقات في تلك المنطقة تؤكد ما أخبر به الرسول من قلب قرى قوم لوط وجعل عاليها سافلها ([3]).
- والإشارة في القرآن الكريم إلى طوفان رسول الله نوح عليه السلام على لسان خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ، والإشارة إلى ترك مركبة نبي الله نوح- عليه السلام- من بعده آية للناس لعلهم يذكرون بها، ويتعلمون درسًا من قصة هذا النبي الصالح، هي من الحقائق الغيبية الماضية، التي أخبرنا بها القرآن الكريم.
وقد تم اكتشاف سفينة نبي الله نوح -عليه السلام- مؤخرًا على قمة جبل الجودي في الجزء الجنوبي الغربي من تركيا.
- والإشارة إلى هلاك العاصين من قوم ثمود بالصيحة الصاعقة هي من الحقائق الغيبية الماضية التي أخبرنا بها القرآن الكريم على لسان خاتم الأنبياء والمرسلين محمد منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، والعلم الحديث يكتشف أن آثارهم تشير إلى شيء من ذلك ([4]).
ب- إخباره بحقائق علمية غيبية كثيرة لم يكن لأحد أدنى معرفة بها منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، ثم يأتي العلم الحديث ليكتشف صدق ودقة ما أخبر به المصطفى .
ومن هذه الحقائق العلمية الغيبية التي أخبر بها رسول الله :
قال رسول الله : ((كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب، منه خلق وفيه يركب)) [رواه مسلم].