البحث
من الشواهد المرئية التي تشهد بصدق هذا الدين العظيم
من الشواهد المرئية التي تشهد بصدق هذا الدين العظيم
الذي جاء به خاتم المرسلين محمد الصادق الأمين
وأن الإسلام هو الدين الحق
الذي ارتضاه ربنا تبارك وتعالى
ليكون هو سبيل النجاة الوحيد في الدنيا والآخرة
إننا نشاهد دائمًا ونرى بأعيننا تجمع الكفر مع بعضه البعض وتحزبه وتكتله حزبًا وتكتلًا واحدًا رغم اختلاف معتقداتهم وتكفيرهم لبعضهم البعض، متناسين كل ما بينهم من اختلافات كلية في المعتقدات والمصالح، ومتهادنين في حروبهم مع بعضهم البعض إن كان بينهم حروب، وغير ذلك من صور التكتل والتحزب لتكوين قوة واحدة وذلك إذا ما شعروا بظهور الإسلام وقدومه تجاههم، ولا عجب في ذلك؛ لأن الباطل صوره كثيرة وتشعباته أكثر، ولا يجتمع إلا مع نظيره من باطل، فالباطل كله ظلمات.
أما الحق فهو واحد فقط لا يجتمع ولا يأتلف مع غيره من باطل وصوره، فالحق هو النور الذي هو من عند الله عز وجل، ويدلل على ذلك قول الله تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) [ البقرة: ٢٥٧].
فالنور واحد فقط وهو من عند الله عز وجل، أما الباطل فهو كما دلت الآية الكريمة وأشارت إلى أنه ظلمات- جمع ظلمة- لتعدد صوره وكثرتها وتشعبها.
ونحن نعلم منذ زمن رسول الله r وبعثته بالحق وإعلانه الإسلام دينًا أنه قد تجمع وتحزب ضده اليهود وهم أهل كتاب ولكنهم حرفوا كتبهم وكذبوا أنبياءهم ولوثوا سيرتهم وقتلوهم مع كفار قريش وغيرها، وهم عباد للأوثان والأصنام، ولا يؤمنون بتوحيد ألوهية الله عز وجل مع المنافقين وهم الذين أعلنوا الإيمان وأبطنوا الكفر، وغير ذلك من ائتلاف وتحزب النصارى وهم عباد البشر، فلقد عبدوا المسيح عيسى ابن مريم ونسبوا إليه الألوهية، مع عباد الحجر وهم عباد الأصنام والأوثان وكل ذلك، رغم أن كلًا منهم يُكَفِّرُ الآخر ويبغضه، ولو لم يكن ظهور الإسلام لما انتهت حروبهم ومنازعاتهم مع بعضهم البعض، ولا نعجب من ذلك، فتلك الأحزاب والتكتلات كلها من الباطل وصوره ولا تتآلف ولا تجتمع إلا مع نظيرها من باطل.
أما الإسلام وهو الحق الوحيد الذي هو نور من عند الله عز وجل فلا نجده أبدًا في تحالف أو ائتلاف أو تحزب أو تكتل مع أي صور الشرك والكفر والإلحاد، وإن تحزب ضده الباطل بشتى صوره، ودائمًا يكون النصر للإسلام إن تمسك أهل الإسلام بدينهم وشرع ربهم وهدي نبيهم r، وانتصار رسول الله r ودعوته وصحابته الكرام من بعده وانتشار الإسلام في شتى بقاع الأرض خلال المائة عام الأولى من بعثة النبيr دليل ذلك.
ونحن في زماننا المعاصر نرى ونشاهد بأعيننا دأب الكفر وتجمعه وتحزبه مع بعضه البعض وتكتله ضد الإسلام رغم اختلافاتهم الكلية في معتقداتهم وباطلهم المنغمسين فيه، وتكفيره لبعضهم البعض، ومهادناتهم في حروبهم ومنازعاتهم، ولكنهم متفقون على شيء واحد وهو إزالة ومحو الحق من طريقهم والتصدي للإسلام.
ودليل ذلك أننا نرى اليهود وتحزبهم وتكتلهم مع عباد البقر لإبادة المسلمين في فلسطين وكشمير وتحزبهم مع الشيوعيين والملحدين وهم من أنكروا وجود الله عز وجل لإبادة المسلمين في الشيشان وتحزبهم مع عباد الأوثان وعباد البشر وهم من اتخذ المسيح عيسى والصليب إلهًا يعبد من دون الله عز وجل لإبادة المسلمين في أفغانستان وفي شتى بقاع الأرض والتضييق عليهم في معيشتهم.
وفي نفس الوقت رغم تكتل كل ذلك الباطل بشتى صوره نجد الحق وهو الإسلام يأبى إلا أن يقف وحده في مواجهة كل ذلك الباطل، يأبى أن يأتلف ويتحزب مع أي من صوره، فالنور لا يختلط بالظلمات.
ومثال ذلك: أننا لا نتعجب إذا ما رأينا السارق والزاني وشارب الخمر والقاتل والمرابي والخائن تجمعهم مصلحة واحدة، فكل ذلك إنما هو باطل، ولكن صوره متعددة، فلا نندهش إذا ما رأيناهم في تآلف وتحزب مع بعضهم البعض رغم اختلافهم في باطلهم المنغمسين فيه، وفي النهاية تجمعهم أيضًا غرفة عقاب واحدة- السجن- ولكننا نكون في قمة التعجب إذا ما رأينا إنسانًا عابدًا لربه حافظًا لكتابه وسنة نبيه في تآلف وتجمع مع أي من ذلك الباطل بصوره، عياذًا بالله أن نجد ذلك.
وذلك لأن الحق ونوره لا يختلط بالباطل وظلماته
فالإسلام الآن يواجه الكفر بشتى صوره- فالكفر إنما هو ملة واحدة- وسينصره الله عز وجل كما نصر رسوله وصحابته الكرام رضوان الله عليهم من قبل، ولكن إذا ما عاد أهل الإسلام إلى التمسك بكتاب ربهم والتحاكم إليه وإلى التمسك بهدي نبيهم والشرع الذي جاء به من ربه تبارك وتعالى.