1. المقالات
  2. محمد رسول الله حقًا وصدقًا_محمد السيد محمد
  3. دعاؤه المستجاب

دعاؤه المستجاب

ومن معجزات رسول الله التي تشهد برسالته 

دعاؤه   المستجاب

لقد كان رسول الله  مستجاب الدعوة، يقبل الله سبحانه وتعالى منه  دعاءه ويجيبه له.

فإن لم يكن دعاء رسول الله  يُستجاب من قبل ربنا تبارك وتعالى فدعاء من!

ومن دعائه  المستجاب:

دعائه  في غزوة الأحزاب: ففي غزوة الأحزاب دعا رسول الله  على المشركين بالهزيمة والزلزلة.

فلقد روى البخاري بسنده إلى عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما يقول: دعا رسول الله  يوم الأحزاب على المشركين فقال:

((اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم)).

وقد استجاب الله سبحانه وتعالى دعاء رسوله ، فأرسل عليهم ريحًا شديدة قلعت الأوتاد وألقت عليهم الخيام وقلبت القدور وسفت عليهم التراب.

وغير هذا الدعاء الكثير والكثير من الدعاء المستجاب لرسول الله  من قِبَل ربنا تبارك وتعالى الذي يشهد بصدق رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد  .

* * *


المعجزات الحسية لرسول الله 

لقد جمع الله سبحانه وتعالى لرسوله محمد  بين نوعي المعجزات: المعنوية والحسية.

قال الإمام الشافعي رحمه الله: ما أعطى الله نبيًا شيئًا إلا وأعطى الله محمدًا  ما هو أكثر منه.

فقيل له: أعطى عيسى ابن مريم إحياء الموتى.

فقال الشافعي: حنين الجذع أبلغ؛ لأن حياة الخشبة أبلغ من إحياء الميت.

ولو قيل: كان لموسى فلق البحر.

عارضناه بفلق القمر، وذلك أعجب لأنه آية سماوية.

وإن سُئلنا عن انفجار الماء من الحجر، عارضناه بانفجار الماء من بين أصابعه لأن خروج الماء من الحجر معتاد، أما خروجه من اللحم والدم فأعجب.

ولو سُئلنا عن تسخير الرياح لسليمان عارضناه بالمعراج.

[انظر مناقب الشافعي ص 38، وانظر شرح العقيدة الواسطية لابن العثيمين (2/301)] والمعجزات الحسية لرسول الله  كثرة جدًا وسنكتفي بذكر منها ما يلي:

1- الإسراء والمعراج، الإسراء برسول الله  من مكة إلى بيت المقدس ثم عروجه  من هنالك إلى السموات، وما رأى هنالك من الآيات.

2- انشقاق القمر.

3- نبع الماء من بين أصابعه  .

4- البركة في الطعام القليل حتى يكفي العدد الكثير.

5- حنين الجذع لرسول الله  وسماع صوت بكائه.

6- انقياد الشجرة لرسول اللهr .

7- رده  لعين قتادة بن النعمان لما أصيب يوم أحد وسقطت على وجنته فعادت أحسن عينيه وأحَدّهما.

8- رفع بيت المقدس لرسول الله  حتى يراه بمكة.

9- شق صدره  .

10- تسبيح الطعام على عهده r .

11- انتقام الله عز وجل ممن خادع نبيه r وعانده.

12- شفاء بعض أصحابه على يديه، بدون دواء حسي.

13- رؤيته  من خلفه في الصلاة.

14- قوته البدنية.

15- حفظ الله عز وجل له .

وغير هذه المعجزات الكثير مما هو ثابت وصح عنه  وسنكتفي بالتعليق على هذه المعجزة وهي: انشقاق القمر.

قال الله تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)  [القمر: ١].

عن ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله شقين حتى نظروا إليه فقال رسول الله  : «اشهدوا» [رواه البخاري].

وعن أنس بن مالك: أن أهل مكة سألوا رسول الله  أن يريهم آية، فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما. [رواه البخاري].

لقد أخبرنا ربنا تبارك وتعالى في كتابه العظيم- القرآن الكريم- بانشقاق القمر لتكون آية لرسوله الخاتم محمد  وبرهان على صدق رسالته ، وذلك عندما طلب أهل مكة من رسول الله r أن يريهم أية تشهد بصدق نبوته ورسالته- يعني: أن يريهم من خوارق العادات ما يدل على نبوته، وصدق ما جاء به-.

فأراهم  القمر وقد انشق شقين بإذن من الله سبحانه وتعالى، كل منهما في مكان فقال لهم رسول الله: ((اشهدوا)).

ومن رحمة ربنا تبارك وتعالى أن يبقي لنا من أثر هذه المعجزة العظيمة ما يدل على حدوثها ويؤكد ذلك، فيدخل الناس في هذا الدين العظيم- الإسلام- أفواجًا ويؤمنوا برسوله الخاتم محمد   الذي أرسل للناس كافة في كل مكان وزمان.

ولنعرض هذه القصة الواقعية التي يقصها لنا الدكتور/ زغلول النجار، فنتعرف من خلالها على ما تم اكتشافه وثبوته:

وهي قصة إسلام شاب بريطاني كان اسمه – ديفيد موسى بيدكوك- فأصبح بعد اعتناقه وقبوله الإسلام دينًا: داود موسى بيدكوك-.

وقف هذا الشاب البريطاني وعرَّف بنفسه باسم داود موسى بيدكوك وبمنصبه كرئيس للحزب الإسلامي.

وكان ذلك عقب محاضرة للدكتور/ زغلول النجار عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ألقيت باللغة الإنجليزية في كلية الطب بجامعة كاردف عاصمة مقاطعة ويلز في غربي الجزر البريطانية في حوار ممتع مع جمهور الحضور من المسلمين وغير المسلمين.

فكان من جملة الأسئلة التي أثيرت من أحد الحضور:

سؤال عن واقعة انشقاق القمر كما جاء ذكرها في مطلع سورة القمر وهل تمثل لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في كتاب الله القرآن الكريم؟

وبعد إجابة الدكتور/ زغلول النجار على هذا السؤال وفراغه من الإجابة عليه قام هذا الشاب واستأذن في إضافة شيء إلى ما قاله الدكتور، فأذن له.

وكما ذكرنا عرف هذا الشاب بنفسه وبمنصبه ثم قال: إن هذه الآية كانت مدخلي لقبول الإسلام دينًا، فقد شغفت بعلم مقارنة الأديان وأهداني صديق مسلم نسخة من ترجمة معاني القرآن الكريم فأخذتها منه شاكرًا وتوجهت بها إلى مسكني، وعند تصفحها لأول مرة فوجئت بسورة القمر فقرأت (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ).

ثم توقفت متسائلًا: كيف يمكن للقمر أن ينشق ثم يعود ليلتحم؟ وما هي القوة القادرة على إعادته إلى سيرته الأولى؟

فتوقفت عن القراءة وكأن هذه الآية قد صدتني عن الاستمرار في ذلك.

ولكن لعلم الله سبحانه وتعالى بمدى إخلاصي في البحث عن الحقيقة وحرصي على الوصول إليها أجلسني أمام التلفاز لأشاهد حوارًا بين مذيع بريطاني يعمل بقناة التليفزيون البريطاني B.B.C.

واسمه جيمس بيرك James Burck وثلاثة من علماء الفضاء الأمريكيين، وجرى عتاب من هذا المذيع على الإسراف المخل في الإنفاق على رحلات الفضاء في الوقت الذي تتعرض جماعات بشرية عديدة لأخطار المجاعات والأمراض وانتشار الأمية بين البالغين، ولمختلف صور التخلف العمراني والعلمي والتقني، وأنه كان من الأولى: إنفاق هذا المال الوفير في معالجة تلك القضايا الملحة وإعمار الأرض، فضلًا عن التسابق في رحلات الفضاء.

ووقف علماء الفضاء مدافعين عن مهنتهم بأن الإنفاق على رحلات الفضاء ليس مالًا مهدرًا؛ لأنه يعين على تطوير عدد من التقنيات المتقدمة التي تطبق في مختلف المجالات الطبية والصناعية والزراعية.

ويمكن أن تعود بمردودات مادية وعلمية كبيرة، وفي غمرة هذا الحوار جاء ذكر رحلة إنزال رجل على سطح القمر على أنها كانت من أكثر هذه الرحلات كلفة، فقد تكلفت عشرات المليارات من الدولارات فسأل المحاور:

هل كان كل ذلك لمجرد وضع العَلَم الأمريكي على سطح القمر؟

وجاءت الإجابة بالنفي، وأن الهدف كان دراسة علمية لأقرب أجرام السماء إلينا، فسأل المحاور: ألم يكن من الأجدى إنفاق تلك المبالغ الطائلة على عمارة الأرض؟

وجاء الجواب: بأن الرحلة أوصلتنا إلى حقيقة علمية لو أنفقنا أضعاف هذا المبلغ لإقناع الناس بها ما صدقنا أحد.

فسأل المحاور: وما هذه الحقيقة العلمية؟

فكان الجواب: أن هذا القمر قد انشق في يوم من الأيام، ثم التحم بدليل وجود تمزقات طويلة جدًا وغائرة في جسم القمر تتراوح أعماقها بين عدة مئات من الأمتار وأكثر من الكيلو متر.

وأعراضها بين النصف كيلو متر وخمسة كيلو مترات، وتمتد إلى مئات من الكيلو مترات في خطوط مستقيمة أو متعرجة، وتمر هذه الشقوق الطويلة الهائلة بالعديد من الحفر التي يزيد عمق الواحدة منها على تسعة كيلو مترات ويزيد قطرها على الألف كيلو متر، ومن أمثلة الحفر العميقة المعروفة باسم بحر الشرق-Mare Orientalis- وقد فسرت هذه الحفر العميقة باصطدام أجرام سماوية بحجم الكويكبات.

أما الشقوق التي تعرف باسم شقوق القمر Rimaccr Lunar Rilles.

فقد فسرت على أنها شروخ ناتجة عن الشد الجانبي أو متداخلات نارية على هيئة الجدد القاطعة ولكن أمثال هذه الأشكال على الأرض لا تصل إلى تلك الأعماق الغائرة، ومن هنا فقد فسرت على أنها آثار انشقاق القمر وإعادة التحامه.

ويقول داود موسى بيدكوك:

حين سمعت هذا الكلام انتفضت من فوق الكرسي الذي كنت أجلس عليه أمام التلفاز وتساءلت: معجزة تحدث لمحمد r  من قبل ألف وأربعمائة عام يثبتها العلم في زمن التقنية الذي نعيشه بهذه البساطة وبهذا الوضوح الذي لا يخفى على عالم في مجال الفلك اليوم.

فلابد أن يكون القرآن حقًّا مطلقًا وصادقًا صدقًا كاملًا في كل خبر جاء به، وعلى الفور عاودت القراءة في ترجمة معاني القرآن الكريم.

وكانت هذه الآية التي صدتني في بادئ الأمر عن الاستمرار في قراءة هذا الكتاب المجيد هي مدخلي لقبول الإسلام دينًا ([1]).

ويقول الدكتور/ زغلول النجار:

ولا أستطيع أن أصف وقع هذه الكلمات ووقع النبرة الصادقة التي قيلت بها على كل الحضور من المسلمين وغير المسلمين.

فقد هزت القلوب والعقول وأثارت المشاعر والأفكار.

ولم أجد ما أقوله أبلغ من أن أردد قول الحق سبحانه وتعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [فصلت: 53].

* * *

 



(1) من آيات الإعجاز العلمي، للدكتور/ زغلول النجار، السماء في القرآن الكريم.

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day