1. المقالات
  2. الجزء الاول_زاد المعاد
  3. فصل في هديه في مشيه وحده ومع أصحابه

فصل في هديه في مشيه وحده ومع أصحابه

4437 2007/11/21 2024/12/21

 
فصل في هديه في مشيه وحده ومع أصحابه

كان إذا مشى تكفأ تكفؤا وكان أسرع الناس مشية وأحسنها وأسكنها قال أبو هريرة ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله كأن الشمس تجري في وجهه وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله كأنما الأرض تطوى له وإنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان رسول الله إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبب وقال مرة إذا مشى تقلع قلت والتقلع الإرتفاع من الأرض بجملته كحال المنحط من الصبب وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة وهي أعدل المشيات وأروحها للأعضاء وأبعدها من مشية الهوج والمهانة


والتماوت فإن الماشي إما أن يتماوت في مشيه ويمشي قطعة واحدة كأنه خشبة محمولة وهي مشية مذمومة قبيحة وإما أن يمشي بإنزعاج واضطراب مشي الجمل الأهوج وهي مشية مذمومة أيضا وهي دالة على خفة عقل صاحبها ولا سيما إن كان يكثر الإلتفات حال مشيه يمينا وشمالا وإما أن يمشي هونا وهي مشية عباد الرحمن كما وصفهم بها في كتابه فقال (  وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا ) الفرقان 63 قال غير واحد من السلف بسكينة ووقار من غير تكبر ولا تماوت وهي مشية رسول الله فإنه مع هذه المشية كان كأنما ينحط من صبب وكأنما الأرض تطوى له حتى كان الماشي معه يجهد نفسه ورسول الله غير مكترث وهذا يدل على أمرين أن مشيته لم تكن مشية بتماوت ولا بمهانة بل مشيه أعدل المشيات والمشيات عشرة أنواع هذه الثلاثة منها والرابع السعي والخامس الرمل وهو أسرع المشي مع تقارب الخطا ويسمى الخبب وفي الصحيح من حديث ابن عمر أن النبي خب في طوافه ثلاثا ومشى أربعا السادس النسلان وهو العدو الخفيف الذي لا يزعج الماشي ولا يكرثه وفي بعض المسانيد أن المشاة شكوا إلى رسول الله من المشي في حجة الوداع فقال استعينوا بالنسلان


والسابع الخوزلى وهي مشية التمايل وهي مشية يقال إن فيها تكسرا وتخنثا والثامن القهقري وهي المشية إلى وراء والتاسع الجمزى وهي مشية يثب فيها الماشي وثبا والعاشر مشية التبختر وهي مشية أولي العجب والتكبر وهي التي خسف الله سبحانه بصاحبها لما نظر في عطفيه وأعجبته نفسه فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة وأعدل هذه المشيات مشية الهون والتكفؤ وأما مشيه مع أصحابه فكانوا يمشون بين يديه وهو خلفهم ويقول دعوا ظهري للملائكة ولهذا جاء في الحديث وكان يسوق أصحابه وكان يمشي حافيا ومنتعلا وكان يماشي أصحابه فرادى وجماعة ومشى في بعض عزواته مرة فدميت أصبعه وسال منها الدم فقال :


( هل أنت إلا أصبع دميت % وفي سبيل الله ما لقيت )

 

وكان في السفر ساقة أصحابه يزجي الضعيف ويردفه ويدعو لهم ذكره أبو داود


 

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day