البحث
حارب السيئات الجارية
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
السيئات الجارية من أخطر الأمور التي يجب تكاتف الجميع لوقف آثارها، فهي ذات خطر محدق لا يدركها مَن يشارك بها، فالترويج للسيئات ونشر المعاصي يترتب عليهما مسئولية كلَّ وِزر نتج عن هذه الأفعال، فهذا النوع من السيئات جاوَز مجرَّد اكتساب الشخص لذنبه فقط؛ بل تعدَّاه إلى حمله أوزارَ غيره، وذلك بتعمُّده وسعيه لنشره للآخرين؛ قال الله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} [النحل: 25]، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنَّ رسُول الله صلَّى الله عليه وسلم قال: «من دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثلُ أُجور من تَبعه لا يَنقُص ذلك من أُجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالةٍ كان عليه من الإثم مثلُ آثام من تَبعه لا يَنقُص ذلك من آثامهم شيئًا» (رواه مسلم).
تنتشر السيئات الجارية على مواقع التواصل الاجتماعي وكل وسائل وأدوات التكنولوجيا كالنار في الهشيم، فالبعض ينشر النكت والموسيقى والأفلام والفواحش بلا أدني خوف من عاقبة الأمر، وينام ناشر السوء قرير العين، وهو لا يعرف عاقبة السوء لمن يتبع هذا النهج، ولا يعرف أن تجارته في نشر المعاصي يتم تسجيل توابعها وآثارها، والبعض لا يعلم قدر الجريمة لتفشي الفساد، وانحسار التواصي بالنصح، والأمر يستوجب التصدي له بنصح من ينشر هذه السيئات، وبيان العاقبة، والتحذير من سوء الخاتمة، ولذا فكلنا راع لوقف هذا الخطر، وعلى كل مسلم أن يقوم بنصح من يراه بالموعظة الحسنة، وبيان ما يتعلق بالأمر الشرعي، ونشر الفتاوى والدروس والمقالات والمرئيات لتثبيت الوعي وبيان الخطر.
أخي الكريم: حارب معنا السيئات الجارية، واحرص على المشاركة وتفعيل الخير، ولا يمنع العزم الصادق إساءة الغير، نسأل الله تعالى أن يجنبنا والمسلمين كل سوء، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.