من الأعمال التي ينال بها المسلم الشفاعة؛ ما يلي:
1- قول: "لا إله إلا الله" خالصة من القلب.
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ: «لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ؛ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ»[1].
2- قول الذكر الوارد بعد الأذان.
وهو ما جاء في حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ، وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ؛ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[2].
3- الصبر على شدة المدينة ولأوائها.
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لَا « يَصْبِرُ عَلَى لَأْوَاءِ الْمَدِينَةِ وَشِدَّتِهَا أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِي إِلَّا كُنْتُ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْ شَهِيدًا»[3] والمقصود بـ:(لأوائها) أي: شدتها، وضيق العيش فيها.
4- الموت في المدينة.
لحديث ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِ فَلْيَفْعَلْ فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا»[4].
فائدة: هناك من الأعمال ما تمنع العبد أن يكون شفيعًا لأحد يوم القيامة، ومن ذلك: من يكثر اللعن؛ فقد جاء في صحيح مسلم من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَكُونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلاَ شُهَدَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»[5] قال النَّووي رحمه الله: "وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «إنهم لا يكونون شفعاء ولا شهداء» فمعناه: لا يشفعون يوم القيامة حين يشفع المؤمنون في إخوانهم الذين استوجبوا النار.
«ولا شهداء» فيه ثلاثة أقوال؛ أصحها وأشهرها: لا يكونون شهداء يوم القيامة على الأمم بتبليغ رسلهم إليهم الرسالات، والثاني: لا يكونون شهداء في الدنيا أي: لا تقبل شهادتهم لفسقهم، والثالث: لا يرزقون الشهادة وهي القتل في سبيل الله"[6].
عرفت أخي القارئ مما سبق ما يختص بالشفاعة في ذلك الموقف العظيم، الذي يستشفع الناس بالنبيّين عليهم الصلاة والسلام ثم ينتهون إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيشفع لهم؛ فبعد هذه الفترة ينتظر الناس الحساب، ويأتي الله تعالى لفصل القضاء والحساب، فيا رب رحماك، رحماك.
--------------------------------------
مستلة من: "فقه الانتقال من دار الفرار إلى دار القرار"
[1] رواه البخاري برقم (6570).
[2] رواه البخاري برقم (614).
[3] رواه مسلم برقم (1378).
[4] رواه أحمد برقم (5437)، رواه الترمذي برقم (9317)، رواه ابن ماجه برقم (3112) وصححه الألباني.
[5] رواه مسلم برقم (2598).
[6] انظر: شرح مسلم للنووي المجلد (16) كتاب: البر والصلة، باب: النهي عن لعن الدواب وغيرها.