البحث
ما صحة حديث " إذا اغتسلت المرأة من حيضها... غفر الله لها كل ذنب عملته من صغيرة وكبيرة..."
تحت قسم :
تصحيح المفاهيم
5461
2018/12/27
2024/12/04
السؤال :
بارك الله فيكم أريد أن أتحقق من صحة هذا الحديث( عن النبي صلى الله عليه وسلم : إذا اغتسلت المرأة من حيضها، وصلت ركعتين تقرأ فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص ثلاث مرات في كل ركعة غفر الله لها كل ذنب عملته من صغيرة وكبيرة ولم تكتب عليها خطيئة إلى الحيضة الأخرى وأعطاها أجر 60شهيدا وبنى لها مدينة في الجنة وأعطاها بكل شعرة على رأسها نورا وإن ماتت إلى الحيضة ماتت شهيدة.)
وجزاكم الله خيرا
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فهذا الحديث لم نجده بعد التتبع في شيء من كتب السنة لا في الصحاح ولا السنن ولا المسانيد، ولا هو موجود حسب تتبعنا في الكتب التي أفردت للضعيف والموضوع، فلا شك عندنا في أنه حديث باطل لا أصل له، ولا يشك من له أدنى عناية بعلم الحديث في أن أمارات الوضع ومخايله بادية على هذا الحديث، فهو ممّا لا تحل روايته ولا نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وبهذه المناسبة فنحن نحذر عموم المسلمين من التساهل في رواية الأحاديث ونسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وألّا يرووا من الأحاديث إلا ما تحققت نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن يرجعوا في معرفة ذلك إلى أئمة الحديث فيصدروا عن أقوالهم، فإن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن كذبا علي ليس ككذب على غيري وليس ككذب على أحد، " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار". متفق عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم: من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين. رواه مسلم في المقدمة، وشدد أهل العلم النكير على من يتساهل في الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم لخطورة أمرها وعظيم محلها.
والله أعلم.
***************
وما صحة حديث :
قالت عائشة -رضي الله عنها-: ما من امرأة تحيض إلا كان حيضها كفارة لما مضى من ذنوبها، وإن قالت عند حيضها الحمد الله على كل حال، وأستغفرك من كل ذنب، كتب لها براءة من النار، وأمان من العذاب. وتقدم أيضًا أن الحائض إذا استغفرت عند كل صلاة 70 مرة: كتب لها ألف ركعة، ومحي عنها 70 ذنبًا، وبنى لها في كل شعرة في جسدها؟
الجواب :
أمارت الوضع والكذب بادية عليه، لا يشك في ذلك عالم، ولو كان شيء من ذلك صحيحًا لتوافرت الدواعي على نقله، ولذكره المصنفون في الفضائل.