1. المقالات
  2. مقالات و خواطر
  3. توقير الصحابة من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (الجزء الثاني )

توقير الصحابة من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (الجزء الثاني )

تحت قسم : مقالات و خواطر
921 2020/12/03 2024/04/19

الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد: أيها المسلمون، والصحابة متفاوتون في مراتبهم وفضائلهم، فأهل السنة والجماعة يؤمنون بأن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، ويُقدمون المهاجرين على الأنصار، لأن المهاجرين لهم السابقة في الإسلام، ثم جاء الأنصار فآووا النبي ﷺ ونصروه، وأهل السنة يُفضلون من أنفق قبل الفتح  وقاتل، على من أنفق من بعده وقاتل، ويؤمنون بأن الله تعالى قال لأهل بدر – وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر – ﷺاعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) ، وبأنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، وكانوا أكثر من ألف وأربعمائة، ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله ﷺ بالجنة، كالعشرة وغيرهم من الصحابة.


أيها المؤمنون، وللصحابة علينا حقوقا أربعة:


الأول: محبتهم والترضي عنهم، كما أمر الله المؤمنين في قوله ﴿والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم﴾.


الثاني: الإيمان بأنهم أفقه الأمة بأمر دينها، لأنهم تربوا على عين النبي ﷺ وعاينوا التنزيل، وقد أخبر النبي ﷺ بأن للأربعة المقدمين منهم – وهم الخلفاء الراشدون – سنة متبعة، ينبغي على من أتى بعدهم أن يتبعها، قال رسول الله ﷺ: أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا مُجدَّعا  ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكـم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ، فتمسكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة. 


الثالث: الكف عما شجر بينهم.


الرابع: الذب عنهم مما قاله بعض المبتدعة فيهم، كالروافض ومن سلك مسلكهم.


ثم اعلموا رحمكم الله أن الله سبحانه وتعالى أمركم بأمر عظيم فقال ﷺإن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسليما)، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض عن أصحابه الخلفاء، وارض عن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون. 


أعد الخطبة: ماجد بن سليمان الرسي، في الخامس من شهر ربيع الثاني لعام 1442، في مدينة الجبيل، في المملكة العربية السعودية

المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day